هذا ما قاله كبير القوم , وأما ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيروي ابن عمر رضي الله عنه أنه قال:
(لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار , ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار) [2].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن سيد بن حضير قال: (بينما هو يقرا من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت , فقرأ فجالت فسكت فسكنت , ثم قرأ فجالت الفرس فأنصرف , وكان أبنه يحيى قريباً منها فأشفق أن تصيبه , ولما أخره رفع رأسه إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح , فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
وتدري وما ذاك؟ قال: لا , قال: (تلك الملائكة ونت لصوتك , ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [3].
هذا وقد حكى الشعراني عن أبي عبد الله عمرو بن عثمان المكي أنه رأى الحسين بن منصور يوماً وهو يكتب شيئاً فقال: ما هذا؟
فقال: هو ذا أعارض القرآن [4]. [1] شرح كلمات الصوفية لمحمود الغراب ص 256 , 257. [2] متفق عليه. [3] متفق عليه واللفظ للبخاري. [4] طبقات الشعراني ج 1 ص 88.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 125