responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 124
لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [1].

وأخيراً نذكر أن القرآن الكريم أيضاً لم يبق محفوظا عن أيدي المتصوفة , فلقد حاولوا أن يصرفوا الناس عن تلاوته والتذكير بآياته , فأنظر إلى النفري كيف يستخف بالقرآن الكريم ويستهين بآياته التي ذكر فيها الجنة والنار والثواب والعقاب والقيامة وأهوالها , فيكذب على الله سبحانه وتعالى حيث يقول:
" قال الله تعالى " الليل لي لا للقرآن يتلى , الليل لي لا للمحمدة والثناء " يقول تعالى " إن لك في النهار سبحاً طويلا " فاجعل الليل لي كما هو لي ... وما طلبتك لتتلو القرآن فتقف مع معانيه فإن معانيه تفرقك عني فآية تمشي بك في جنتي وما أعددت لأوليائي فيها فأين أنا إذا كنت أنت في جنتي مع الحور المقصورات في الخيام كأنهن الياقوت والمرجان متكئاً على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان , تسقى من رحيق مختوم مزاجه من تسنيم , وآية توقفك مع ملائكتي وهم يدخلون عليك من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار , وآية تستشرف بك على جهنم فتعاين ما أعددت فيها لمن عصاني وأشرك بي من سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم , وترى الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة , أين أنا يا عبدي إذا تلوت هذه الآية وأنت بخاطرك وهمتك في الجنة تارة وفي جهنم تارة , ثم تتلو آية فتمشي بك في القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد , وترى في ذلك اليوم من هذه الآية يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه , وترى العرش في ذلك اليوم تحمله ثمانية أملاك وفي ذلك اليوم تعرضون , فها أنت يا عبدي في النهار في معاشك وفي الليل فيما تعطيه تلاوتك من جنة ونار وعرض , فأنت بين آخرة ودنيا وبرزخ , فما تركت لي وقتاً تخلو بي فيه إلا جعلته لنفسك , والليل لي يا عبدي لا

[1] سورة آل عمران الآية 8.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست