responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 110
ويقول سمنون المحب: الفقير الصادق هو الذي يأنس بالعدم كما يأنس الجاهل بالغنى [1].

ومن إحدى خرافات النفري في مواقفه أنه قال:

" قال لي الله: إن كنت ذا مال فما أنا منك , ولا أنت مني " [2].

وحكى ابن الملقن في هذا المعنى عن الجنيد أنه قال:

" جاء إبراهيم الصياد يوماً إلى سرى وهو متزر بقطعة حصير , فأمر السري فجيء بجبّة فأمتنع من لبسها , فقال له سرى: ألبسها , فإنه كان معي مقدار عشرة دراهم من موضع حلال فأشتريها به ,فنظر إليه شزرا , وقال: أنت تقعد مع الفقراء ومعك عشرة دراهم , وأمتنع من أخذها " [3].

ولذلك لا يشتغلون بالكسب وطلب المعاش , بل يظنونه ركوناً إلى الدنيا [4].

وأما الحج فأحياناً يستهزؤن به , وأحياناً كانوا يخرجون له بدون زاد وراحلة يتكففون الناس ويستجدون منهم , ويمدون الأيدي إليهم , وقد مر بيان هذا فيما سبق عند ذكر تطرفهم في التوكل.
وأما تركه والإستهزاء به فيذكر العطار عن أبي يزيد البسطامي أنه خرج مرة للحج , فرجع من الطريق فسألوه عن السبب , فقال: لقيني في الطريق رجل حبشي وقال لي: لماذا تركت الله ببسطام فرجعت [5].

ونقل السهلجي والعطار عن البسطامي أيضاً أنه قال:

" خرجت إلى الحج , فاستقبلني رجل في بعض المتاهات فقال: أبا يزيد إلى أين؟ فقلت: إلى الحج , فقال: كم معك من الدراهم؟

[1] طبقات الصوفية لعبد الرحمن السلمي ص 47.
[2] كتاب المواقف لمحمد بن عبد الجبار النفري ص 54 ط ... مطبعة دار الكتب المصرية 1934 هـ.
[3] طبقات الأولياء لابن ملقن ص 25.
[4] أنظر لذلك قوت القلوب ج 1 ص 252 , أيضاً كتاب اللمع للطوسي ص 261 , أيضا غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج 1 ص 208.
[5] تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص 82.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست