اسم الکتاب : رسالة في الرد على الرافضة المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 8
مطلب إنكار خلافة الخلفاء
ومنها إنكارهم صحة خلافة الصديق رضي الله عنه [1] وإنكارها يستلزم تفسيق من بايعه واعتقد خلافته حقا؛ وقد بايعه الصحابة رضي الله عنهم حتى أهل البيت كعلي رضي الله عنه؛ وقد اعتقدها حقا جمهور الأمة، واعتقاد تفسيقهم يخالف قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [2] إذ أي خير في أمة يخالف أصحاب نبيها إياه، ويظلمون أهل بيته بغصب أجل المناصب، ويؤذونه بإيذائهم، ويعتقد جمهورها الباطل حقا. (سبحانك هذا افتراء عظيم) . ومن اعتقد ما يخالف كتاب الله فقد كفر. والأحاديث الواردة في صحة خلافة الصديق وبإجماع الصحابة وجمهور الأمة على الحق أكثر من أن تحصر. ومن نسب جمهور أصحابه صلى الله عليه وسلم إلى الفسق والظلم، وجعل اجتماعهم على الباطل فقد ازدرى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وازدراؤه كفر. ما أضيع صنيع قوم يعتقدون في جمهور [3] النبي صلى الله عليه وسلم الفسق والعصيان والطغيان، مع أن بديهة العقل تدل على أن الله تعالى لا يختار لصحبة صفيه ونصرة دينه إلا الأصفياء من خلقه؛ والنقل المتواتر يؤيد ذلك. فلو كان في هؤلاء القوم خير لما تكلموا في صحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنصار دينه إلا بخير، لكن الله أشقاهم فخذلهم بالتكلم في أنصار الدين، كل ميسر [1] رجال الكشى: 61، منهاج الكرامة: 194-202. [2] سورة آل عمران آية: 110. [3] لعله: جمهور أصحاب النبي.
اسم الکتاب : رسالة في الرد على الرافضة المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 8