في الميزان من أحد). (1)
وأنكر بعضُ أهلِ البدعِ الميزانَ [2] وقالوا: ليس المراد ميزانا حسيا توزن به الأعمال، إنما هو كناية عن عدل الرب سبحانه وتعالى، لكن النصوص ظاهرة بأنه ميزان حسي ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ)) [الأنبياء: 47].
وقيل: إن الميزان واحد، توزن به أعمال العباد، (والله على كل شيء قدير) وقيل: إنها موازين، وهو ظاهر القرآن، ومن قال: إنه ميزان واحد، قال: الموازين المراد بها الموزونات، فالتعدد في الموزونات والميزان واحد، والله أعلم.
المهم الإيمان بوزن الأعمال. (3)
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في باب (فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب) من مسائل حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: (لو أن السماوات السبع والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة) [4]: معرفة أن الميزان له كفتان. (5)
لأن الميزان يتضمن المعادلة بين السيئات والحسنات، فمن رجحت حسناته على سيئاته نجا، ومن رجحت سيئاته على حسناته فقد يعذب، والكلام في المسلم الذي له حسنات، أما الكفار فليس لهم
(1) رواه أبو داود الطيالسي (354)، وأحمد 1/ 420 من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، ونحوه عند ابن أبي شيبة 17/ 194، وأحمد 1/ 114، والبخاري في الأدب المفرد (237). [2] كالمعتزلة، انظر: مقالات الإسلاميين ص 472، ودرء تعارض العقل 5/ 348 ـ وذكر أنه قول البغداديين من المعتزلة دون البصريين ـ، وفتح الباري 13/ 538.
(3) التذكرة 2/ 734. [4] رواه النسائي في الكبرى (10670 و 10980)، وابن حبان (6218) والحاكم 1/ 528، وصححه ابن حجر في الفتح 11/ 208.
(5) كتاب التوحيد 6/ 9.