الناس بحسب أعمالهم، وجاء بيان ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن منهم من يمر (كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مُسَلَّم، ومخدوش مرسل، ومَكْدُوس في نار جهنم) [1].
وهذا الصراط والسير عليه حسي، وهو في مقابل الصراط الذي في الدنيا، ففي الدنيا صراط معنوي، وهو دين الله الذي بعث به رسله، فالسير على ذاك الصراط بحسب السير على هذا الصراط، فمن كان على هذا الصراط ثابتا ومسرعا وقويا كان على ذاك كذلك، ومن كان بطيء السير في هذا الصراط كان سيره على ذاك ((جَزَاءً وِفَاقَاً)) [النبأ: 26]، و (الجزاء من جنس العمل).
وقوله: (والميزان)
أي: ميزان الأعمال، والآيات في هذا ظاهرة وكثيرة، قال تعالى: ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ليوم القيامة)) [الأنبياء: 47]، وقال تعالى: ((فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ)) [الأعراف: 8 - 9]، إلى غير ذلك من الآيات.
فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالميزان، وأنه ميزان حقيقي حسي، توزن به الأعمال، كما جاء في الأحاديث، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) [2] وفي الحديث الآخر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (والحمد لله تملأ الميزان) [3].
فدل الكتاب والسنة على وزن الأعمالِ، والأعمالُ وإن كانت أعراضا، والأعراض في حِسنا ومداركنا لا تقبل الوزن؛ لكنا نسلم [1] رواه البخاري (7439)، ومسلم (183) ـ واللفظ له ـ من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -. [2] رواه البخاري (6682)، ومسلم (2694) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. [3] رواه مسلم (223) من حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -.