الباب الأول
الفصل الأول
في التحذير من التعالم الكاذب، والولع بالغرائب
قال الله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 144].
إن التعالم الكاذب هو عتبة الدخول على جريمة القول على الله بغير علم، المحرمة لذاتها تحريمًا أبديًّا في جميع الشرائع، وهذا مما عُلِم من الدين بالضرورة، وهو مما حَذَّرَناه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أشد التحذير.
عن عبد الله وأبي موسى -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَأَيَّامًا، يَنْزِلُ فِيهَا الجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا العِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الهَرْجُ» وَالهَرْجُ: القَتْلُ [1] الحديث.
وعن أنس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَقِلَّ العِلْمُ، وَيَظْهَرَ الجَهْلُ، " [2]. [1] رواه البخاري: (13/ 13 - فتح). [2] رواه البخاري: (1/ 178 - فتح).