تَنْبِيهٌ
لا شك أنه كلما تقدم الزمن فإنا نصير أقربَ إلى الأشراط التي لَمَّا تقع، وهذا يستوجب مزيدًا من الحذر والاستعداد، ولعل أخطرَ هذه الأشراط طلوعُ الشمس من مغربها، وهو المقصود بقوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 185]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَيَوْمَئِذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [1].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَة مَا تقُبّلَتِ التَّوْبَةُ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن المغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتْ طُبعَ عَلَى كللّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ" [2].
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "إذا أنشأ الكافر إيمانًا يومئذٍ لا يُقْبَلُ منه، فأما من كان مؤمنًا قبل ذلك، فإن كان مصلحًا في عمله، فهو بخير عظيم، وإن كان مُخَلِّطًا فأحدث توبةً حينئذٍ، لم تُقبل منه توبة" [3]. [1] رواه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- البخاري (11/ 352 - الفتح)، ومسلم (2/ 194 - نووي). [2] رواه الإمام أحمد (3/ 133، 134)، رقم (1671)، وقال الشيخ أحمد شاكر: "إسناده صحيح".
(3) "تفسير القرآن العظيم" (3/ 371).