اسم الکتاب : فقه أشراط الساعة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 218
بعض الناس حاول تحديد عمر هذه الأمة عن طريق "عدد أبي جاد"، ثم قال: "وقد ثبت عن ابن عباس الزجر عن عَدِّ أبي جاد، والإشارة إلى أن ذلك من جملة السحر، وليس ذلك ببعيد؛ فإنه لا أصلَ له في الشريعة" [1]، وقال -أيضًا-: "وأما عَدَدُ أبي جاد فليس بِلُغَوِيٍّ، ولا شرعي، بل هو اصطلاح يهودي" [2].
أَصْلُ طَرِيقَةِ "حِسَابِ الْجُمَّلِ"
التي اعتمد عليها البعض في تحديد عمر الدنيا، وبعض أشراط الساعة، وبيان بدعية اعتمادها في تفسير فواتح السور: رُوِيَ أن أول من أدخل حساب الجُمَّل في تأويل حروف المعجم التي وردت في أوائل السور هم اليهود -لعنهم الله- كيدًا للإسلام وأهله، وأن حُييَّ بن أخطبَ عَدَّ جملة السنين التي تدل عليها هذه الحروف، وحسب عمر الأمة المحمدية؛ طبقًا لحساب الجُمَّل، غير أن هذا الحديث ضعيف [3]، ولو صح؛ فكيف يكون لنا في هذا اليهودي أسوةٌ؟
(1) "نفسه" (9/ 396).
(2) "نفسه" (9/ 397). [3] رواه -مختصرا- البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/ 208)، والطبري في "التفسير" (1/ 216) رقم (246) من طريق ابن إسحاق بأسانيد ضعيفة مضطربة، وقال ابن كثير: "وهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي؟ وهو ممن لا يُحتج بما انفرد به، بل قد رُمي بالكذب"، وقال الإمام الطبري -رحمه الله تعالى- عند ذكره الخلاف في تفسير الحروف المقطعة في أوائل السور: "وقال بعضهم: هي حروف من حساب الجُمَّل، كرهنا ذكر الذي حُكي ذلك عنه؛ إذ كان الذي رواه ممن لا يُعتمد على روايته ونقله". اهـ من تفسير الطبري (1/ 208).
اسم الکتاب : فقه أشراط الساعة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 218