responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر    الجزء : 1  صفحة : 122
وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} فالهلاك الجماعي والإبادة العامة، والاستئصال الشامل لهؤلاء المنحرفين داعية من دواعي التأمين للإنسانية، وحمايتها من عدوى هذا الانحراف الذي لا يرجى له شفاء! والذي إن عاش في الناس امتد عدواه إلى غير المصابين به ..
أما الرسالة المحمدية فإنها لم تجيء من أجل أمر عارض ولا لحالة طارئة في جيل من أجيال الناس، وإنما جاءت للناس جميعا في جميع أحوالهم. وأزمانهم ...
ولهذا لم يكن من تدبيرها تلك الاجراءات السريعة الحاسمة التي تنهي الموقف بين النبي وقومه في لحظة واحدة، ينتهي فيها كل شيء، ويسكن فيها كل شيء {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} بل إن تدبيرها قائم على ترويض الناس، وأخذهم بالرفق، وإعطائهم الدواء جرعة بعد جرعة على فترات متفاوتة، ولم يكن لرسالة عامة شاملة أن تجيء على غير التدبير والتقدير لكي تنجح في مهمتها، وتبلغ الغاية المرجوة منها.
والذي ينظر إلى رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - يجدها أنها تناولت الحقائق العامة، والأحوال الثابتة التي تعيش في الناس، ويعيش بها الناس في جميع الظروف والأحوال ولم تقف عند الحالات التي لا تقع إلا في النادرة الشاذة من الحياة ...
ولك أن تأخذ أي مبدأ من مباديء الإسلام، وأي حكم من أحكامه، وأن تنتقل به عبر الأزمان، وأن تطوف به في مختلف الأمم والشعوب، فإن رأيت فيه نبوا على الحياة أو مجافاة لطبائع الناس، أو تخلفا عن مواطن الخير والفلاح لمن اعتقده وعمل به- فلك أن تسيء الرأي بهذا الدين، وأن تنضم إلى الجهة المعادية له، وأنا زعيم لك إن أنت نظرت فأحسنت النظر، وقدرت فأحسنت التقدير وحكمت فعدلت في الحكم،

اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست