اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 492
المثقفين، المنادين سراً وجهاراً بالعلمانية طريقة للحياة، وبالديمقراطية وسيلة للحكم والتشريع، في مقابل إقصاء الإسلام وإبعاده.
ومن مظاهر موالاة الكفار كذلك: مودتهم ومحبتهم واحترامهم وتقديرهم، وقد نهى القرآن الكريم عن بذل المودة والمحبة لغير المسلم.
ولو كان أقرب قريب: (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ،) ويقول سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
إذاً فالعلاقة الأصلية التي تربط المسلم بغيره من الناس هي رابطة الدين والعقيدة، أما رابطة النسب والسبب فلا قيمة لها تذكر، إلا إذا صحت العقيدة وخلص الإيمان لله رب العالمين.
ومن مظاهر موالاة الكفار: الركون إليهم والاطمئنان لهم، كالسفر إلى بلادهم بدعوى النزهة والسياحة، أو تعلم اللغة الأجنبية لغير حاجة، غير ذلك من الدعاوى التي لا تغني عند الله فتيلاً.
وفي هذا يقول سبحانه: (وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ).
ويقول سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام: (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً).
ومن مظاهر موالاة الكفار: الإعجاب بهم وبدنياهم الفانية وطرائق حياتهم، وما وصلوا إليه من ترف وبطر وأشر، وفي هذا يقول الله تعالى: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ).
ويقول سبحانه: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى).
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 492