اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 461
أرى أن هذا الخطاب من رأس الهرم في الولايات المتّحدة، حينما يأتي بهذه الوداعة، والمشاعر الحالمة، بأن تعيش شعوب العالم معا في سلامٍ دائمٍ – على حدّ زعمه -،لماذا كان في هذا التوقيت؟؟ ولمَ كانَ من وسَط عاصمة أرض الكنانة – متوسّطاً شعبها الأبيّ، وليتوجّه إلى المليار مسلم بالخطاب من مسرح جامعة القاهرة؟؟!!
إنّ هذا يقودنا – يا أكارم – إلى إدراك ما توصّل له القوم من معرفة كُنهِ ردود أفعالنا تجاه العدوان الغاشم على بلداننا وأراضينا وشعوبنا المُسلمة، فلقد أدركوا جيّداً أنّ لغة القوّة، وشريعة الغاب، التي دفعت بزعيمهم الغاشم السابق للتصريح بالحرب الصليبية على الإسلام، دفعت هذا الأخير إلى منطقِ التقارب السلمي، والتعايش الذي ينبغي أن يسود بين أبناء الحضارات، وترويض النفوس الشانئة، والرغبات الجامحة التي تأجّجت بسبب السياسة العنصرية البغيضة النّكدة على أبناء الإسلام ..
فلقد رأوا بداية تململ العملاق النائم المقيّد، وكما يُقال في منثور الأمثال الشعبيّة (كثرة الطرق تفكّ اللحام)،فلا سبيل لهم إلى تهدئة هذا الحنق العظيم في قلوب المسلمين، إلا خطابٌ يدغدغ مشاعرهم، ويداعب عواطفهم، وإن استلزم الأمر ما هو فوق ذلك فلا حرج، ما دام أنّه لن يكون له تأثيرٌ فعليٌّ على أرض الواقع، في سياسة أمريكا، وأجندتها الظالمة الغاشمة، ودعمها اللامحدود لبُنيّتها القابعة في الجوار \" الاحتلال اليهودي \" ..
السادسة: الوصيّة لطلبة العلم والدعاة والموجّهين، وكلّ من ولاه الله تعالى أمر تعليم النّاس ودعوتهم:
أن يتّقوا الله تعالى، وألا يعظّموا فوق الله تعالى عظيماً من البشر يحجزهم عن قول الحقّ والصّدع به، ثمّ إنّني أرى لٍزاماً: إعادة تأصيل النّاس على عقائد الولاء والبراء، وصدق الديانة والتوجّه لله تعالى، وإخلاص العبادة والقصد له – سبحانه -،وإنهاء الفصام النّكد بين التنظير للولاء والبراء وبين تطبيقه على أرض الوقع، فلابدّ ان يكون له وجودٌ يحسّه الناس ويشعرون به، لا أن يكون مادّةً هامدة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، ملّ الشبيبة من تردادها ولا يرون لها أثراً في دُنيا الناس – والله المستعان - .. وأن يساهموا في توعية النّاس بإدراك حقيقة الصّراع، واستبانة سبيل المُجرمين، والحذر من مسالكهم الخبيثة
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 461