اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 438
والعلماني والمبتدع والسني، وطن يشمل كل هؤلاء، فإذا ركزنا على الوطنية فقط فهذا لا شك أنه خطير، لأننا إذا ركزنا على الوطنية جاء إنسان مبتدع إلى إنسان سني وقال له: أنا وإياك مشتركان في الوطنية، ليس لك فضل عليَّ ولا لي فضل عليك، وهذا مبدأ خطير في الواقع، والصحيح هو التركيز على أن نكون مؤمنين) [ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، ل48]
وتلاحظ أن هذا الأثر الذي يذكره الشيخ ابن عثيمين بدأنا نلمس آثاره اليوم، فلله در هذا الفقيه كيف استطاع أن يكتشف مآلات المفهوم بشكل مسبق.
وأما سيد قطب –عليه شآبيب الرحمة- فقد شحن كتبه بالتحذير من هذه الرايات الجاهلية، حيث يقول مثلاً رحمه الله (وقد حارب الإسلام هذه العصبية الجاهلية في كل صورها وأشكالها، ليقيم نظامه الإنساني العالمي في ظل راية واحدة: راية الله .. لا راية الوطنية. ولا راية القومية. ولا راية البيت. ولا راية الجنس. فكلها رايات زائفة لا يعرفها الإسلام) [سيد قطب، ظلال القرآن، 6/ 3348]
وله من مثل هذه الإلماحات شواهد لا تنتهي.
وهكذا تحدث عن هذه الرايات المودودي وابوالحسن الندوي وغيرهم، ولا نطيل بذكر الاقتباسات.
ومن المثير للاستغراب أن البعض يقر لك بأن (القومية) راية غير شرعية، ومع ذلك تجده يتغنى بالراية (الوطنية) برغم أنها أضيق منها! فالقومية العربية على الأقل يدخل فيها مسلمون أكثر! لا أدري ما الفرق بين الوطنية والقومية؟! إما أن يكونا كلاهما مشروعان، أوكلاهما باطلان، فكلاهما رايتان على غير أساس العقيدة.
لماذا إذاً نهتم ببلدنا؟
السؤال الذي يمكن أن يدور في ذهن القارئ الآن: دام أن الوطنية راية جاهلية، فلماذا إذا نهتم ببلدنا؟
الحقيقة نحن نهتم ببلدنا في كافة مصالحه لاعتبارات أعظم وأجل من دافع الوطنية، فنحن يدفعنا لنصرة بلدنا والدفاع عن قضاياه: كونه جزيرة الإسلام، ومبعث محمد - صلى الله عليه وسلم -،ومحضن
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 438