اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 436
راية الإنسانية:
أحد هذه الرايات الجاهلية التي بدأت تزحف إلى واقعنا راية "الإنسانية"،فتجد البعض صار يقول: أنا لست مفكر إسلامي بل مفكر إنساني. والبعض يقول: نحن لسنا حركة إسلامية، بل حركة إنسانية. والبعض يقول لا تسمينا (متطوعين إسلاميين) بل نحن أصحاب أفق أوسع نحن (متطوعون إنسانيون)،والبعض يصف المساعدات التي يقدمها المسلمون لإخوانهم على أنها (مساعدات إنسانية) وليست مساعدات على أساس العقيدة! وآخرون يقولون: يجب أن نقصي اعتقاداتنا الشخصية، ونجتمع مع العالم على أساس الإنسانية!
وعقيب أحداث سبتمبر تسلل إلى المسؤولين السعوديين بعض التغريبيين وصاروا يلحون على أن تتخلى المملكة عن صبغتها الإسلامية السنية المعروفة، وتتبنى الصبغة الإنسانية، حتى لا تحرج بالحرب الأمريكية على الإرهاب، ولذلك انتشرت في تلك المرحلة مصطلحات: مملكة الإنسانية، وملك الإنسانية الخ، بل إن في تلك الفترة صار هناك إمعان في الإعلان عن تبرعات لغير المسلمين، تحت راية: التبرعات الإنسانية، ومملكة الإنسانية، الخ
وهذه كانت خسارة رهيبة لأضخم رصيد رمزي تمتلكه السعودية، وهي كونها الملجأ التقليدي لأهل السنة في العالم، والمدافع التقليدي عن قضايا المسلمين في العالم، وهذا الرصيد يمثل عمقاً استراتيجياً لنا يحفظ استقرارنا السياسي.
على أية حال، أشعر أن هذه النغمة خفت في الصوت الرسمي، ولكنها بقيت في الإعلام الليبرالي.
ومن التنبيهات اللطيفة لراية الإنسانية، التقاط جميل للشيخ ابن عثيمين، يقول فيه:
(أما هؤلاء، أي اليهود والنصارى، فليسوا إخوة لنا، فإذا قال قائل "إنهم إخوة لنا في الإنسانية" قلنا: لكن هؤلاء كفروا بالإنسانية، ولو كان عندهم إنسانية لكان أول من يعظمون خالقهم) [ابن عثيمين، الشرح الممتع،14/ 415،طبعة ابن الجوزي]
راية الوطنية:
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 436