اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 435
لقومه، أو أهل بلده، ونحو ذلك، وسمى الراية عميّة) [ابن تيمية، اقتضاء الصراط،1/ 222،ت العقل].
وفي هذا الحديث السابق جعل النبي – - صلى الله عليه وسلم - الراية جاهلية، وفي حديث آخر في صحيح مسلم نفسه جعل النبي فاعل هذا العمل خارج أمته، كما يقول النبي – - صلى الله عليه وسلم -: «ومن قتل تحت راية عميّة، يغضب للعصبة، ويقاتل للعصبة، فليس من أمتى» [مسلم،4894]
وهاهنا تناسب واضح في العقوبة والفعل، فمن ناضل تحت راية غير إسلامية، فيعاقب بأن يخرج من راية الأمة الإسلامية نفسها.
ولذلك تلاحظ في من يرفع دوماً راية يشترك فيها مع غير المسلمين، ويرضى أن تكون هذه رايته التي يعمل في حياته من أجلها، أن هذا التشابه في الظاهر يورث تشابهاً مع غير المسلم في الباطن، كما نبّه الإمام ابن تيمية في مسألة التشبه، حيث يقول:
(المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيا لذلك، إلا أن يمنعه مانع) [ابن تيميةن اقتضاء الصراط المستقيم،1/ 80،ت العقل]
بل هناك ما هو أخطر من ذلك، وهو تسرب الحب والموالاة لغير المسلمين، كما يقول ابن تيمية (المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة) [ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم،1/ 488]
فإذا كانت هذه آثار المشابهة في اللباس والهدي الظاهر، فكيف بالمشابهة في الراية؟!
وقد استخلص الإمام ابن تيمية من مجموع النصوص القرآنية والنبوية الواردة في موضوع (الراية) قاعدة كلية رائعة، حيث يقول:
(وكل ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسب، أو بلد، أو جنس، أو مذهب، أو طريقة: فهو من عزاء الجاهلية) [ابن تيمية، الفتاوى،28/ 328]
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 435