responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 48
بِمُنَاصَرَتِهِ وَالتَّوطِينِ لَهُ مِنْ خِلالِ خِطَّةٍ وَحِيلَةٍ مَكَرَ بِهَا ابنُ العَلقَمِيّ؛ حَيثُ أَوهَمَ الخَلِيفَةَ العَبَّاسِيَّ بِأَنَّ عَدَدَ الجُنُودِ كَثُرَ وَزَادَ عَلى دِيوَانِ الجُندِ حَتّى بَاتُوا مِنْ كَثرَتِهِم يُشَكِّلُونَ عِبئَاً اقتِصَادِيًّا عَلى الدَّولَةِ, وَأَنَّ الدَّولَةَ تَحتَاجُ فِي مَرَافِقِهَا الأُخرَى أَكثَرَ مِن حَاجَتِهَا فِي الجُندِ ... فَأَشَارَ عَلِيهِ أَنْ يُقَلِّلَ نِسبَةَ الجُندِ ... فَمَا إِن وَافَقَ عَلَى هَذِهِ الفِكرَةِ وَهَذَا المَبدَأِ؛ حَتَّى رَاحَ يُسَرِّحُ الكَتَائِبَ تِلوَ الكَتَائِب .. فَبَعدَ أَنْ كَانَ عَدَدُ الجُنُودِ مَا يُقَارِبُ المائَةَ أَلفٍ, صَارُوا قُرَابَةَ العَشرَةِ آلافِ جُندِيٍّ .. وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ: "وَكَانَ الوَزِيرُ ابنُ العَلقَمِيِّ قَبلَ هَذِهِ الحَادِثَةِ يَجتَهِدُ فِي صَرفِ الجُيُوشِ وَإِسقَاطِ اسمِهِم مِنَ الدِّيوَانِ، فَكَانَتِ العَسَاكِرُ فِي آخِرِ أَيَّامِ المُستَنصِرِ قَرِيبَاً مِنْ مَائَةِ أَلفٍ مِنهُمُ مِنَ الأُمَرَاءِ مَنْ هُوَ كَالمُلُوكِ الأَكَابِرِ الأَكَاسِرِ، فَلَمْ يَزَلْ يَجتَهِدُ فِي تَقلِيلِهِمْ إِلى أَنْ لَم يَبقَ سِوَى عَشرَةِ آلافٍ، ثُمَّ كَاتَبَ التَّتَارَ وَأَطمَعَهُم فِي أَخذِ البِلادِ، وَسَهَّلَ عَليهِم ذَلِكَ، وَحَكَى لَهُمْ حَقِيقَةَ الحَالِ، وَكَشَفَ لَهُمْ ضَعفَ الرِّجَالِ؛ وَذَلِكَ كُلِّهِ طَمَعَاً مِنهُ أَنْ يُزِيلَ السُّنَّةَ بِالكُلِّيَّةِ، وأَنْ يَظهَرَ البِدْعَةَ الرَّافِضِيَّةِ، وَأَنْ يُقِيمَ خَلِيفَةً مِنَ الفَاطِمِيِّينَ، وَأَنْ يُبِيدَ العُلَمَاءَ وَالمُفتِينَ، وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ." ا. هـ [1].
حِينَهَا أَرسَلَ ابنُ العَلقَمِيِّ إِلى "هُولاكُو" يُبلِغُهُ مَدَى الضَّعفِ الذِي حَلَّ بِالدَّولَةِ وَبِالخَلِيفَةِ. وَخَرَجَ هُولاكُو لاجتِيَاحِ بَغدَادَ, حَتَّى إِذَا صَارَ عَلَى حُدُودِ البِلادِ؛ خَرَجَ لَهُ ابنُ العَلقَمِيّ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ خَاصَّتِهِ وَأَهلِهِ وَاجتَمَعُوا بِهُولاكُو , وَأَشَارَ ابنُ العَلقَمِيّ عَلَى أَنْ تُدَبَّرَ لِلخَلِيفَةِ خِطَّةٌ لاستِخرَاجِهِ وَكِبَارِ قَادَتِهِ وَأُمَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ مِنْ حَوَاشِيهِ خَارِجَ البَلَدِ لِيَسهُلَ القَضَاءُ عَليهِ, ويَسهُلَ عَليهِم اجتِيَاحَ بَغدَادَ .. فَجَاءَ ابنُ العَلقَمِيّ يَنسِجُ خُيُوطَ المَكرِ وَالخِيَانَةِ لِلخَلِيفَةِ المُستَعصِمِ, وَيُشُيرُ عَليِهِ بَأَنْ يَخرُجَ لِهُولاكُو لِيَعقِدَ مَعَهُ اجتِمَاعَ صُلحٍ

[1] - الحجج الدامغات في الرد على كتاب المراجعات - (2/ 27) والفاضح لمذهب الشيعة الإمامية - (1/ 105) والبداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع - (13/ 235)
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست