responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 47
فَعُلِمَ أَنَّ مَا تَتَظَاهَرُ بِهِ الرَّافِضَةُ، هُوَ مِنْ بَابِ الْكَذِبِ وَالنِّفَاقِ، وَأَنْ يَقُولُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ، لَا مِنْ بَابِ مَا يُكْرَهُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهِ مِنَ التَّكَلُّمِ بِالْكُفْرِ." (1)
وَفِي أَثْنَاءِ الطَّورِ الثَّانِي لِلخِلافَةِ العَبَّاسِيَّةِ نَجِدُ أَنَّ الرَّافِضَةَ يَظهَرُونَ مِنْ جَدِيدٍ, وَلكِنْ بِلِبَاسِ التَّقيَّةِ التِي يَدِينُونَ بِهَا حَتَّى تَظهَرَ لَهُم الدَّولَةُ وَاليَد؛ كَالثَّعلَبِ يَلبَسُ جِلدَ الشَّاةِ فَلا يَنخَدِعُ بِهِ إِِلا الرَّاعِي المُضيِّعُ لِرَعِيَّتِهِ, وَالغَافِلُ بِأُمُورِ دُنيَاهُ عَنْ أُمُورِ دِينِهِ ..
فَرَاحُوا يَتَمَلَّقُونَ وَيَتَقَرَّبُونَ نِفَاقَاً مِنْ كِبَارِ المَسؤُولِينَ فِي الدَّولَةِ, وَيُعلِنُونَ الوَلاءَ وَالطَّاعَةَ جَهْرَاً , وَيُبيِّتُونَ مَا لا يَرضَى مِنَ القَولِ سِرَّاً, حَتَّى انخَدَعَ بِهِم كَثِيرٌ مِنَ الخُلَفَاءِ العَبَّاسِيِّينَ ...

ابن العلقمي واحتلال بغداد من قبل التتار
فَنَرَاهُمْ يُقَلِّدُونَهُمْ المَنَاصِبَ الهَامَّةَ وَالحَسَّاسَةَ فِي الدَّولَةِ ... وَمِثلُ هَذَا الرَّافِضِيُّ الشَّهِيرُ "ابنُ العَلقَمِيّ" الذِي قَلَّدَهُ الخَلِيفَةُ المُستَعصِمُ الوَزَارَةَ غَفلَةً مَنهُ وَتَضيِيعًا, وَإِلا .. أَمَا كَانَت تَكفِيهِ العِبرُ مِنَ التَّارِيخِ القَرِيبِ مِمَّا فَعَلَهُ الرَّافِضَةُ بِأَجدَادِهِ .. ؟
وَلكِنْ لِيقضِيَ اللهُ أَمرًَا كَانَ مَفعُولاً, وَلِيَرصُدَ لنَا التَّارِيخُ جَرائِمَ القَومِ وَخِيَانَاتِهِم, وَقُعُودَهُمْ لأَهلِ السُّنَّةِ كُلَّ مَرصَدٍ, وَهُم يَتَرَقَّبُونَ بِهِمُ الدَّوَائِرَ .. فَمَاذَا كَانَ جَزَاءُ الخَلِيفَةِ العَبَّاسِيّ إِلا أَنْ تَآمَرَ الحَاقِدُ "ابنُ العَلقَمِيّ" مَعَ شَيخِهِ الرَّافِضِيِّ "نَصِيرُ الدِّينِ الطُّوسِيّ" عَلى هَدمِ البِلادِ وَقَتلِ العِبَادِ وَخَلعِ الخَلِيفَةِ بَعدَ أَنْ رَاسَلُوا "هُولاكُو" [2] مَلِكَ التَّتَارِ بِدُخُولِ بَغدَادَ, وَوَعَدُوهُ

(1) - منهاج السنة النبوية (2/ 46)
[2] - قال الذهبي رحمه الله: " هولاكو بن تولي قان ابن الملك جنكزخان، ملك التّتار، ومقدَّمهم. [المتوفى: 664 هـ] ذكره الشّيخ قُطْبُ الدّين فقال: كان من أعظم ملوك التتر. وكان شجاعًا حازمًا مدبّرًا، ذا همّةٍ عالية، وسطوة ومَهَابة، ونهضة تامَّة، وخبرة بالحروب، ومحبّة في العلوم العقليّة من غير أن يتعقل منها شيئًا، اجتمع له جماعةٌ من فُضَلاء العالم، وجمع حكماء مملكته، وأمرهم أن يرصدوا الكواكب. وكان يُطْلِق الكثيرَ من الأموال والبلاد. وهو على قاعدة المغل في عدم التَّقَيُّد بدِين، لكنَّ زوجته تنصَّرت، وكان سعيدًا في حروبه وحصاراته. طوى البلاد، واستولى على الممالك في أيْسَر مدّة، ففتح بلاد خُراسان، وفارس، وأَذْرَبيجان، وعراق العجم، وعراق العرب، والشّام، والجزيرة، والرُّوم، وديار بكر .....
وقال الظّهير الكازروني: عاش هولاكو نحو خمسين سنة. وكان عارفًا بغوامض الأمور، وتدبير المُلْك، فاق على مَن تقدَّمه. وكان يحبّ العلماء، ويعظّمهم، ويُشْفق على رعيّته، ويأمر بالإحسان إليهم.
قلت: وهل يسع مؤرّخًا في وسط بلاد سلطانٍ عادلٍ أو ظالٍم أو كافرٍ إلا أن يُثني عليه، ويكذب، فالله المستعان؛ فلو أُثني على هولاكو بكل لسانٍ لاعترف المثني بأنه مات على ملة آبائه، وبأنه سفك دم ألف ألفٍ أو يزيدون، فإن كان الله مع هذا قد وفقه للإسلام فيا سعادته، لكن حتى يصح ذلك". تاريخ الإسلام ت بشار (15/ 105) (147)
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست