responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 50
فالموت لا ينجي منه هرب، ولا يغني عنه جزع، ولا يدفع عنه حذر، ولو تُحصَّن منه بالقصور المنيعة، والمساكن الرفيعة، قال تعالى:" أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ" (النساء، آية: 78).
ولا ينجو منه فار، ولا يسلم منه هارب، وقد أبان الله ذلك لليهود مع كراهيتهم له، وخوفهم منه، في قوله:" قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (الجمعة، آية: 8).
وأنذر المنافقين بأن فرارهم منه لا يزيد في أعمارهم، ولا يؤخر في آجالهم، بل بقاؤهم في الدنيا إلى قدر مقدور، وأجل مكتوب [1]، كما قال سبحانه:" قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا" (الأحزاب، آية: 16).
ولم يطمع الله بشراً في الخلود في الارض ولو فعل لكان أولى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم [2]، قال تعالى:" إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُون* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ" (الزمر، آية: 30، 31).

ثامناً: الآجال محدودة:
إن الله تعالى جعل لكل أحد من الخلق أجلاً معيناً ووقتاً محدوداً، فإذا جاء أجله وحلّ وقت زواله لا يتقدم عنه برهة من الزمن ولا يتأخر، لا الأمم مجتمعة ولا أفرادها، قال تعالى:" وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ" (الأعراف، آية: 34)، وقال سبحانه:" وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ * مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ" (الحجر، آية: 4، 5).

[1] الثبات على دين الله (1/ 1046).
[2] الثبات على دين الله (1/ 1046).
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست