اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 49
وجعله حتماً لازماً لابد لكلّ نفس من تجرع غصصه ولو كان الميت رسولاً أو نبياً أو ولياً حيث قال:" كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ" (آل عمران، آية: 185)، وقال:" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (العنكبوت، آية: 57)، إذ لا باقي إلا سبحانه:" كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ" (القصص، آية: 88).
وهو الوارث لجميع خلقه بعد فنائهم وانقضاء آجالهم:" إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ" (مريم، آية: 40).
وهو المحيي والمميت الذي بيده الإحياء والإماتة لا بيد العباد، وليس في ملكهم ومقدرتهم، كما قال عز وجل:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (آل عمران، آية: 156).
والعبد لا يمكنه أن يدفع غائلة الموت عن نفسه مهما بلغ حرصه عليها ولذا عاب الله على أهل النفاق تثبيطهم عن الجهاد بزعمهم أن القعود عنه ينجي من الموت [1]، فقال سبحانه في شأنهم:" الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (آل عمران، آية: 168). [1] الثبات على دين الله (1/ 1046).
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 49