اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 304
ولمن دخل الجنة ما يشاء من النعيم، وله كل يتمنى ويطلب، بل له فوق هذا بكثير قال تعالى:" وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ*جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ" (النحل، آية: 30 ـ 31) وقال تعالى:" لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ" (ق، آية: 35).
وما الظن بمكان موضع السوط أو القوس فيه خير من الدنيا وما فيها، فعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها [1]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب وقال: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب [2].
وما الظن بمكان الغمسة الواحدة فيه تنسى المعذَّب كل عذابه وشقائه في الدنيا، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُوتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط، هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط، هل مر بك شدة قط؟ فيقول؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط [3]. [1] البخاري رقم 3078. [2] البخاري، ك الجهاد والسير رقم 2640. [3] مسلم ك صفة القيامة رقم 2807.
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 304