اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 272
والقرآن يذكر كثيراً أن أصحاب الجنة هم المؤمنون الذين يعملون الصالحات، فالإيمان هو ما في القلب، والعمل الصالح هو ما ظهر على الجوارح، فهو جمع بين العقيدة والشريعة أو الإيمان والإسلام، أو عمل الباطن (القلب) وعمل الظاهر (الجوارح) فلا يكفي أحداهما عن الآخر، فمن آمن ولم يعمل فهو كاذب في إيمانه إذ لو آمن حقاً لظهر على جوارحه أثر الإيمان بالأعمال الصالحة، ومن عمل الصالحات من غير إيمان فإنها لا تنفعه، إذ شرط قبول الأعمال تقدم الإيمان، كما في حديث عائشة قالت: قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل رحمه ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب أغفر لي خطيئتي يوم الدين [1]، وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطي بها في الدنيا، ويجزي بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها [2].
إذن لابد للجنة من إيمان وعمل صالح، فمن كان عنده هذان الشرطان استحق بعد ـ رحمة الله ـ الجنة [3]، قال تعالى:"وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة، آية: 82).
ــ وقال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأحقاف، آية: 13، 14).
وقد فصل لنا الله تعالى بعض أنواع الأعمال الصالحة، فمن ذلك: [1] مسلم (ك الإيمان، رقم 214). [2] مسلم، ك صفة القيامة والجنة والنار رقم 2808. [3] اليوم الآخر د. المطيري صـ537.
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 272