responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 269
فدل الحديث على أن العقاب مكفر للذنب بمجرد فعله وهذا يعم العقوبات الشرعية المقدرة وهي: الحدود، وغير المقدرة وهي التعزيرات [1].

ثامناً: العفو الإلهي:
دلت النصوص الشرعية المتواترة دلالة قطعية على أن الله تعالى عفو غفور، يتجاوز عما يستحقه المذنبون من العقاب منها:
ــ قوله تعالى:" وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ" (الرعد، آية: 6).
ــ وقال تعالى:" وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ" (الشورى، آية: 25).
ــ وقوله تعالى:" وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (الشورى، آية: 30).
ــ وقوله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ" (الحج، آية: 60).
ــ وقوله تعالى:" إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا" (النساء، آية: 43).
وهذه النصوص، وما في معناها، تدل قطعاً على أن العفو الإلهي من موانع إنفاذ الوعيد [2]، ولكن لا يمكن أن يمنع إنفاذ وعيد الكفر قطعاً، ودليل هذا الأصل القرآن والسنة، فالقرآن الكريم يقول:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ" (النساء، آية: 48).
وقال تعالى:" إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ" (المائدة، آية: 72).
وأما السنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار" [3].
ولا خلاف بين المسلمين أن المشرك إذا مات على شركه لم يكن من أهل المغفرة [4].

[1] جامع العلوم والحكم لابن رجب صـ161.
[2] موانع إنفاذ الوعيد صـ175.
[3] البخاري، ك، التفسير (4/ 1636)
[4] فتح القدير (1/ 475) موانع انفاذ الوعيد صـ176.
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست