responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 268
ــ وقد ذهب الجمهور من أهل العلم إلى أن نفس المصائب مكفرات ومثيبات، واستدلوا بقول الله تعالى:" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ" (التوبة، آية: 120).
فرتب الله سبحانه الأجر على جملة أمور، منها ما هو من المصائب، كالنصب، فدل ذلك على أن الإنسان يؤجر على المصائب نفسها [1]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة [2].
إن ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الآلآم التي هي عذاب، فإن ذلك مما يكفر به خطاياه [3].
وأما الآلآم الشرعية فهي الحدود والتعزيرات لأنها زواجر وجوابر معاً، أما إنها زواجر عن ارتكاب المحظورات وترك المأمورات، فالأمر فيها ظاهر، ولذا قال الله تعالى في الزانية والزاني:" وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ" (النور، آية: [2])، وذلك للتغليظ في زجرهما عن المعاودة، ولزجر الناس عن فعلهم، وأما إنها جوابر بمعنى أن مجرد فعلها مكفر لذنب المعاقب دون حاجة إلى مكفر آخر فدليله ما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال:" تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن [4] شاء عذبه.

[1] موانع إنفاذ الوعيد ص 157.
[2] مسلم، ك البر، (4/ 1991).
[3] مجموع الفتاوى (24/ 375).
[4] مسلم، ك الحدود (3/ 1333).
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست