responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 232
والأموال والأولاد مظنة حماية ووقاية ولكنهما لا يغنيان شيئاً في ذلك اليوم الذي لا ريب فيه لأنه لا خلاف لميعاد الله وهم فيه " وَقُودُ النَّارِ" .. بهذا التعبير الذي يسلبهم كل خصائص الإنسان ومميزاته ويصورهم في صورة الحطب والخشب وساء ... " وَقُودُ النَّارِ" لا بل إن الأموال والأولاد ومعهما الجاه والسلطان لا تغني شيئاً في الدنيا [1].
ــ قال تعالى:" وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون" (الزمر، آية: 47، 48).
إنه الهول الملفوف في ثنايا التعبير الرهيب، فلو أن لهؤلاء الظالمين، لو أن لهؤلاء " مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا" مما يحرصون عليه " وَمِثْلَهُ مَعَهُ" لقدموه فدية مما يرون من سوء العذاب يوم القيامة. وهول آخر يتضمنه التعبير الملفوف " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ" ولا يفصح عما بدا لهم من الله ولم يكونوا يتوقعونه. لا يفصح عنه ولكنه هكذا هائل مذهل مخيف، فهو الله الذي يبدو منه لهؤلاء الضعاف ما لا يتوقعون هكذا بلا تعريف ولا تحديد " وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون".
وهذه كذلك تزيد الموقف سوءاً، حين يتكشف لهم قبح ما فعلوه، وحين يحيط بهم ما كانوا به يستهزئون من الوعيد والنذير وهم في ذلك الموقف الأليم [2].

[1] في ظلال القرآن (1/ 373)، مطالب الظالمين في الدنيا والآخرة رجب بخيت صـ20.
[2] في ظلال القرآن (5/ 3056).
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست