responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
وابتدأ المصنف بالبسملة ولم يذكر حمدلة ولا مقدمة لـ .. الرسالة وهذه عادته, من باب تعجيل الفائدة لـ .. للقارئ .. المتعلِّم أو العامّيّ الذي يقرأ هذه الرسالة بدلاً من أن يذكر له مقدمة يستعجل له الفائدة يأتي بـ .. بالبسملة, واقتصر عليها دون الحمدلة, بمعنى أنه لم يأتي بالحمدلة ويترك البسملة وإنما أتى بالبسملة وترك .. الحمدلة, لأنها من أبلغ الثناء والذكر, البسملة من أبلغ الثناء و .. والذكر, وكذلك للخبر الوارد في البسملة (كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر, أقطع, أجذم) هذه الروايات كلها ضعيفة, ولا يثبت في البسملة من حيث السُنة القوليّة شيءٌ البتة, وإنما ورد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب إلى هرقل وغيره (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم ... ) والحديث في صحيح البخاري, فدلَ على أنه سُنةٌ فعليّة .. سُنةٌ فعليّة, إذا الخبر المُراد به السنة الفعلية, (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أي أؤلف حال كوني مستعيناً بذكره, متبرّكاً به جل وعلا.

قال المصنف رحمه الله تعالى: (أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة وأن يجعلك مباركا أينما كنت وأن يجعلك ممّن إذا أُعطيَ شكر، وإذا اُبتليَ صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.)
هكذا بدأ المصنف رحمه الله تعالى بالدعاء لـ المتعلِّم, وهي عادته رحمه الله تعالى, اعلم رحمك الله كذا أرشدك الله لطاعته, ففيه صلةٌ بين المُعلِّم والمُتَعلِّم بالدعاء له بالتوفيق .. والسداد, إذا الأصل في العلم أن يكون مما يُتلَقَّى من الرب جل وعلا, الذي يشرح الصدر والذي يشرح القلب لتلقي العلم هو الرب جل وعلا, إذ العلم من هذه الحيثية يكون من قبيل هداية التوفيق, هداية التوفيق خاصةٌ بالرب جل وعلا, ولا يملكها أحدٌ من البشر البتة, ولو كان نبياً مرسلاً ولو كان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم, وأما الهداية التي هي بمعنى الدلالة والإرشاد فهذه يشترك فيها .. صفة تكون لله عز وجل .. وتكون للأنبياء والمرسلين وتكون للعلماء وطلاب العلم وغيرهم, فهم يهدون الناس بـ دلالتهم إلى .. إلى الحق, وأما شرح الصدور وقبول العلم فهذا بيد الله عز وجل وهو المنفي عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله جل وعلا {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} بمعنى أنك لا تشرح صدره ولا تجعل في قلبه قبولاً لدعوتك, وهذا شأنه خاص بالرب جل وعلا, مع كونه قال له في آية أخرى {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} فأثبت له الهداية في موضع وهي هداية الدلالة والإرشاد ونفاها في موضع آخر وهي دلالة .. الهداية و .. والتوفيق, ولذلك المصنف رحمه الله تعالى يدعو الرب جل وعلا في مقدمة رسائله بالتوفيق للقارئ وأن يجعله مُباركاً ونحو ذلك مما يدل على أن المسألة مبنية على توفيق الله عز وجل أولاً وآخراً.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست