اسم الکتاب : شرح الطحاوية = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل المؤلف : آل الشيخ، صالح الجزء : 1 صفحة : 184
[المسألة السادسة] :
النبي صلى الله عليه وسلم حين رُفع إلى ما فوق السماء السابعة، ورأى البيت المعمور، ورأى سدرة المنتهى، رأى أشياء من آيات الله الكبرى، كما قال - عز وجل - {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم:18] .
والنبي صلى الله عليه وسلم رأى هذه الأشياء بقلبه ورآها بعينه، كما قال - عز وجل - {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] ، فصار للفؤاد رؤية، وقال {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17] فصار للبصر رؤية.
لهذا نقول: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لآياتِ رَبِّهِ الكبرى لما فوق السماء السابعة وفي السماء السابعة وما رأى صار بشيئين: بالبصر وبالقلب جميعاً، ولا يقال بالبصر وحده ولا يقال بالفؤاد وحده؛ بل رأى بهما جميعاً.
وهذا يعني أنَّهُ قد يكون ثَمَّ أشياء رآها ببصره وقلبه جميعاً، وثَمَّ أشياء رآها بفؤاده دون بصره.
لهذا قال من قال من أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه - عز وجل - بفؤاده، وهذا يجرنا إلى المسألة المشهورة:
هل رأى نبينا صلى الله عليه وسلم ربه أم لا؟
في قولين للصحابة:
- منهم من قال: رأى ربه.
- ومنهم من قال: لم يره.
كما هما قولان لعائشة وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
* والصحيح من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرَ ربه وإنما سمع كلامه، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم:10] ، كما ثبت في الصحيح من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: هَلْ رَأَيْتَ رَبّكَ؟؟ قال «نُورٌ فأَنّىَ أَرَاهُ» [1] ؟
يعني ثَمَّ نور وهو الحجاب، حجاب الرب - عز وجل - نور، قال «ثم نور أنى أراه» ، وفي رواية أخرى قال «رأيت نوراً» ؛ يعني نور الحجاب.
إذاً فالصحيح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حصلت له أنواع رؤية:
- منها رؤية أشياء بالبصر.
- ورؤية أشياء بالقلب، بالفؤاد.
- ورؤية أشياء بهما جميعاً.
وأما الله جل جلاله فلم يره وإنما سمع كلامه صلى الله عليه وسلم. [1] سبق ذكره (132)
اسم الکتاب : شرح الطحاوية = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل المؤلف : آل الشيخ، صالح الجزء : 1 صفحة : 184