responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الطحاوية = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل المؤلف : آل الشيخ، صالح    الجزء : 1  صفحة : 170
ثم علل ذلك بقوله (فَإِنَّ رَبَّنَا - عز وجل - مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْوَحْدَانِيَّةِ، مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الْفَرْدَانِيَّةِ، لَيْسَ فِي مَعْنَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْبَرِيَّةِ.)

هذا أخذه من قول الله - عز وجل - {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } [الإخلاص] .
قوله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، (أَحَدٌ) يعني واحد في أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله، فليس له شريك في ملكه، وليس له مثيل في صفاته وأفعاله، وليس له ند في فردانيته وفي صَمَدانيته عز وجل.
ولهذا بعدها جاء بأنواع التوحيد قال {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ} يعني الذي تَصْمُد إليه المخلوقات بأجمعها في طلب ما ينفعها ودفع ما يضرها.
فإذاً في قوله {اللَّهُ الصَّمَدُ} إثبات توحيد الإلهية.
قال {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} وهذا فيه إثبات التفرد بالربوبية.
قال {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} وهذا فيه توحيد الأسماء والصفات، فلا أحد يكافئه ويماثله، فلذلك هو - عز وجل - أحد في أسمائه وصفاته وأفعاله جل جلاله.
قال (فَإِنَّ رَبَّنَا - عز وجل - مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْوَحْدَانِيَّةِ) يعني أَنَّهُ متوحد في صفاته.
(مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الْفَرْدَانِيَّةِ) يعني أنَّ كل نَعْتْ يُنْعَتْ به الرب - عز وجل - على أساس أنه منفرد فيه، فهو سبحانه فرد في أسمائه وصفاته وذاته، فهو سبحانه وِتْرْ وفرد، وصفاته هو فيها سبحانه فَرْدْ فلا يماثله شيء ولا يشاركه فيها أحد - جل جلاله -.
إذا تبين لك ذلك فالصفة والنعت هنا غايَرَ بينهما قال (مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْوَحْدَانِيَّةِ، مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الْفَرْدَانِيَّةِ) ، والصفة والنعت في اللغة متقارب.
وهو لم يُرِدْ التفريق ما بين الصفة والنَّعْتْ لأنَّ الله سبحانه له الصفات العلى وله النعوت العلى، له المثل الأعلى.
والصفة والنعت هي المثل في القرآن في قوله {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [الروم:27] ؛ يعني له النعت والصفة العليا ـ، أما المخلوق فله الوصف الأدنى الذي يناسب ذاته الوضيعة الضعيفة المحتاجة.
صفات الرب - عز وجل - ونعوته تنقسم إلى أقسام باعتبارات مختلفة:
& فتنقسم باعتبار قيامها بالرب - عز وجل - إلى قسمين:
- إلى صفات ذات.
- وإلى صفات فعل.
@ القسم الأول صفات الذات: وهي التي لا ينفكُّ ربنا - عز وجل - عن الاتصاف بها، لم يزل موصوفَاً بها وهو متصف بها دائماً، مثل الوجه والعينين واليدين، مثل الرحمة والسمع والبصر، فإنَّ الله سبحانه لم يزل ذا وجه وذا سمع وذا بصر ـ، وكذلك في صفاته الذاتية، ومنها صفة الرحمة، فالله - عز وجل - متصف بصفة الرحمة وهي ملازمة له ـ.
@ القسم الثاني صفات الأفعال: وصفات الفعل لله - عز وجل - يسميها بعض الناس من أهل العلم الصفات الاختيارية، وهي التي يفعلها ربنا - عز وجل - تارة ولا يفعلها تارة، صفات الفعل هي التي تقوم بالرب - عز وجل - بمشيئته وقدرته ـ.
وهذه الصفات التي هي الصفات الاختيارية أَوَّلُ من نفاها بخصوصها الكُلَّابية، وتبعهم على ذلك أبو الحسن الأشعري؛ يعني ابن كُلَّابْ أَوَّلْ من نفاها ثم تبعه أصحابه ثم تبعهم أبو الحسن.
& من جهة أخرى نَقْسِمْ الصفات إلى قسمين:
- إلى صفات جلال.
- وإلى صفات جمال.
@ القسم الأول صفات الجلال: هي الصفات التي فيها نعت الرب - عز وجل - بجلاله وعظمته وقهره وجبروته ـ، وهي التي تجلب في قلب الموحد الخوف منه ـ، مثل صفة القوة، القدرة، القهر، الجبروت وأشباه ذلك.
صفات الجلال يعني من تأمَّلها أجَلَّ الله - عز وجل - وهابه وخافه ـ.
@ القسم الثاني صفات الجمال: وصفات الجمال هي الصفات التي تبعث في قلب الموحد [....] الرب - عز وجل - والأنس به وبلقائه وبمناجاته وبالإنابة إليه، وهذه صفات كثيرة لله - عز وجل -، مثل صفة الرحمة والرأفة والمغفرة وقَبُول التوبة والسلامة؛ اسم الله السلام، والمؤمن وأشباه ذلك.
فإذاً صفات العَظَمَة هذه يقال لها صفات جلال، وصفات ونعوت الرحمة والمحبة يقال له صفات جمال، هذا اصطلاح لبعض علماء السنة وهو اصطلاح صحيح.
ولهذا في الختمة التي تُنسبُ لشيخ الإسلام ابن تيمية رجَّحَ طائفة من أهل العلم أن تكون لشيخ الإسلام لورود هذا التقسيم فيها، وهو قوله في أولها ((صدق الله العظيم المُتَوحّدُ بالجلال لكمال الجمال تعظيما وتكبيرا)) .
ولا أعلم من أَشْهَرَ هذا التقسيم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية -يعني تقسيم الصفات إلى صفات جلال وجمال.
وفي هذه الختمة جُمَلْ معروفة في الاستعمال عن شيخ الإسلام دون غيره.
وابن القيم رحمه الله بحث صفات الجلال والجمال في بعض كتبه.
& التقسيم الثالث للصفات:
- صفات ربوبية.
- وصفات ألوهية.
هذا باعتبار التوحيد؛ يعني رجوع الأسماء والصفات إلى نوعي التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.
@ القسم الأول صفات ربوبية: وهو ما كان من أفراد الربوبية: مثل المُلْكْ والهيمنة والانتقام والقدرة والقوة والإحاطة وأشباه ذلك.
@ والقسم الثاني صفات الألوهية: وهي التي وحَّد العبد ربه - عز وجل - بها مثل اسم الإله وما فيه، مثل الصمد وأشباه ذلك مما فيه توجه من العبد إلى الرب جل جلاله.
اسم الکتاب : شرح الطحاوية = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل المؤلف : آل الشيخ، صالح    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست