اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 15
المرحلة الثانية: أن يعرف الدارس الفرق المخالفة ومناهجها وسماتها وأصولها التي فارقت فيها السنة، كذلك ألقابها، وما يُسمَّى بالتصنيف، لا بد من التصنيف، أن يصنف أهل الباطل في مراتبهم، لأن قلنا: أهل السنة والجماعة هذا مصطلح تحته حقيقة، الحقيقة هذه قطعية، قطعية بمعنى أنها لا تحتمل الخلاف في أصولها، وإلا ما قد يقع خلاف بين أهل السنة والجماعة في بعض الفرعيات لا في الأصول، حينئذٍ يكون المخالف يكون مخالفًا خارجًا عن مسمى أهل السنة والجماعة هذا الأصل فيه.
المرحلة الثالثة: أن يعرف الدارج شبه المخالفين لأهل السنة، وردود أهل السنة عليهم بشكل مفصل، يعني أن يفند المذهب من أصله، وهذه المرحلة قد يُخْطِئُ البعض فيها أنها تُؤخذ مع دراسة معتقد أهل السنة والجماعة، قد بينا ذلك فيما شرحناه من ((اللمعة)) قلنا: من الخطأ أن يأخذ طالب العلم العقيدة السلفية ممزوجةً بالعقيدة الخلفية، هذا لا أراه في طريقة تدريس العقيدة، يعني يأتي إلى مسألة اليد فيثبتها عن طريق الأدلة الكتاب والسنة، ثم يقول: وقالت الأشاعرة وقالت المعتزلة. نقول: لا، ليس فقهًا مقارنًا، وإنما تدرس العقيدة على وفق طريقة السلف، وأما النظر في أقوال المخالفين فيُنظر في الكتب التي تؤصل هذا المنهج، كـ ((الحموية)) مثلاً أو ((التدمرية)) أو ((القواعد المثلى)) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أو نحو ذلك، أو النظر في كتب الأشاعرة بأنفسهم، فحينئذٍ يكون النظر في أقوالهم أحسن ما يكون النظر في كتبهم هم بأنفسهم، ولكن هذا لا يحل لأحدٍ أن ينظر في كتب أهل البدع إلا إذا تشبع بعقيدة أهل السنة والجماعة، وعرف كيف ثبتت هذه العقيدة دلالةً وأدلةً، ولا يُكْتَفَى بأن يأخذ المسائل دلالةً فقط، وإنما ينظر في الأدلة، وكيف دلت الأدلة على هذه المسائل، فأحسن ما يرد على الفرق المخالفة إنما هو النظر في كتبهم.
المقدمة الخامسة:
كتب العقيدة على أنواع.
النوع الأول: الكتب المسندة المؤلفة قديمًا، وهي التي ذكرت عقائد الأولين والصحابة والتابعين وأئمة الدين بالمنقول المسندة إليهم يعني بالأسانيد، ((أصول اعتقاد أهل السنة)) للالكائي يأتيه بالإسناد، و ((الإبانة الكبرى)) لابن بطة، و ((الشريعة)) للآجري، و ((السنة)) للخلال، و ((السنة)) لابن عبد الله بن أحمد، كلها بالأسانيد، فيُثبت لك اعتقاد ابن مبارك، اعتقاد الإمام أحمد .. إلى آخره بالسند، وهذا مهمٌ النظر فيه في التشبع فيما يُوثق المعلومات عند طالب العلم، بمعنى أنه ينظر في القول مُسندًا إلى صاحبه، وثَمَّ أقوال قد يقال بأن فيها شيئًا من التأويل عند أهل السنة والجماعة بعض الأقوال التي ينظر فيها ويكون فيها شبهة للتأويل، قد يتمسك بها بعض المخالفين، حينئذٍ ينظر في السند أولاً هل هي ثابتة عنهم أم لا؟ فإن لم تثبت فيكون النظر في كتب المسندة، إن لم تثبت استرحنا من هذا القول، فإن ثبتت حينئذٍ ينظر في أقواله الأخرى التي نطق بها على وفق عقيدة أهل السنة والجماعة فيحمل هذا القول على ذلك القول.
النوع الثاني: المتون المختصرة. وهي التي لخصت عقائد أهل السنة في جمل مختصرة وهذه على نوعين:
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 15