اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 14
من هنا نؤكد أنه لا يمكن الجمع بين الأشاعرة وأهل السنة، لأن المصدر الأصلي عند أهل البدعة هو العقل، ونحن عندنا المصدر الأصلي هو الوحي، إذًا لا يمكن أن يجتمع الوحي مع العقل.
[المقدمة الثالثة].
في حكم تعلم العقيدة: نقول: ما لا يصح ولا يتم الإيمان إلا به فهو فرض عين، يعني يتعين على المكلف أن يتعلمه، وإذا كان كذلك فمسائل الشرك وما يُناقض التوحيد أو يُناقض الإيمان لا عذر فيها لأحدٍ بالجهل البتة. إذا قيل بأنها فرض عين حينئذٍ إذا كان الأمر كذلك تعين على كل مكلفٍ أن يسعى وأن يبحث وأن يسأل فإن فَرَّطَ فوقع فيما هو شرك أكبر أو نحوه فحينئذٍ نقول: لا يعذر بالجهل البتة لأنه يعتبر مفرطًا.
المقدمة الرابعة.
مراحل دراسة العقيدة. العقيدة ذكرنا أنها علم، وإذا كانت علمًا حينئذٍ لا بد من معرفة كيف يُؤتي هذا العلم، لأن منه:
- ما يتعلق بالمسائل تصورها.
- ومنه ما بتعلق بمناهج المنحرفين.
- ومنها ما يتعلق بالرد عليهم.
إذًا ثلاث مراحل، تصور المسائل أولاً وإقامة الأدلة عليها، ثم تصور ما عليه المخالفون، ثم التفنيد تأتي إلى الرد، وقد تشبع البعض من طلاب العلم بالمرحلتين الثانية والثالثة، ويفرِّط أو يقصر في المرحلة الأولى، وهذا غلط، إذًا مراحد دراسة العقيدة.
المرحلة الأولى: أن يعرف المسلم أصول اعتقاده الصحيح بأدلته التفصيلية، ينظر في كل مسألة، مسألة، ويتصور هذه المسألة، ثم النظر بين هذه المسألة ودليلها، ويتشبع من هذه المرحلة لا ينتقل إلى مرحلةٍ إلا بعد إتقانها، والنقد أو الخلل قد يأتي إلى هذه المرحلة، ولذلك قد ينتقل البعض عن منهج أهل السنة إلى ما يخالفه ويقتنع بقول المخالف لكونه قد فرَّط في فهم هذه المسائل، لأننا قلنا: لا بد أن يكون ثَمَّ عقيدة، وعرفنا عقيدة بمعنى أنها يكون مجزومًا بها مقطوعًا بها، بمعنى أنه يَشُدُّ عليها عقيدة قلبه أو عقد قلبه، فلا يطرق إليها الشك البتة، فكثرة الترداد لهذه المسائل، والنظر فيها وفي أدلتها، بحيث تكون عنده كأنه يقين بل يقين، إذا كان الأمر كذلك ووصل إلى هذه المرحلة حينئذٍ لا يتلبس عليه الحق بالباطل، ثم النظر في تقعيدات أهل السنة والجماعة، فإذا قيل الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات هذه قاعدة مطردة عند أهل السنة والجماعة، فيفهم طالب العلم أولاً كيف ثبتت هذه القاعدة، قد يعتني الطالب بماذا؟ بتطبيق القاعدة لكن لا يعتني بكيفية إثبات هذه القاعدة، أثبت لي هذه القاعدة، ورد في الكتاب والسنة هذا اللفظ لم يأت، إذًا كيف نستدل بقاعدة لم يثبت لها دليل عندك، فكل قاعدة تذكر عند أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات نحتاج إلى إثبات من حيث الشرع ثم من حيث التطبيق.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 14