اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 3
كتابنا هو ((سلم الوصول إلى علم الأصول)) لناظمه حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله تعالى الحكمي نسبة إلى الحكم بن سعد العشيرة ولد سنة اثنين وأربعين وثلاث مائة بعد الألف، تَعَلَّمَ في الكتاب، وحفظ القرآن الكريم، وبعض المتون العلمية في وقتٍ مبكر. لزم الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله تعالى ابتداء من سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة بعد الألف، رُزِقَ حافظة قوية وفَهْمًا ثاقبًا فحَصَّلَ وأدرك جانبًا من العلم كبيرًا في مدة قصيرةٍ جدًا، وذلك لحسن الإدارة كما قال شيخه عنه. طالب العلم إذا أدار نفسه بحسن الإدارة حَصَّلَ في الوقت اليسير ما لا يحصله غيره لأن العبث ينبني عليه عبث، والتشتت ينبني عليه تشتت، فلم يُثْمِر شيئًا إذا كان طالب العلم ليس على الجادة في التلقي والتحصيل. فَحَصَّلَ وأدرك جانبًا من العلم كبيرًا في مدة قصيرة جدًا. توفي رحمه الله تعالى سنة سبعٍ وسبعين وثلاث مائة بعد الألف في مكة وعمره يقارب الخامسة والثلاثين سنة رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
هذه المنظومة ((سلم الوصول)) أرجوزةٌ في التوحيد يعني: على نظم الرَّجَز، وهو نوع من أنواع الشعر وزنه: مستفعل، مستفعل، مستفعل. ست مرات وقد جرا أهل العلم على صياغة مسائل العلمية على هذا النوع لأنه سهل الحفظ، لأنه يَسْهُلُ للحفظ كما يروق للسمع وشفي من ظمأ، وصار من عادة أهل العلم أن يعتنوا بثبر ذا بالنظم لأنه يسهل للحفظ كما يروق للسمع ويشفي من ظمأ فهو أسهل من حفظ المنثور والعناية به فائقة عند أهل العلم، ولذلك ما من فنٍ إلا وصُنِّفَ فيه إما من الكتب المبتدئة أو المتوسطة أو المنتهية.
تشتمل هذه الأرجوزة على عقيدة السلف الصالح، يعني هي خالصة من كل وجهٍ في بيان عقيدة السلف الصالح. وقد تأملت ما ذكره رحمه الله تعالى هنا مقارنة بأصول كتاب ((التوحيد)) و ((الواسطية)) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و ((الطحاوية)) لأبي جعفر الطحاوي، ووجدت كأنه نظم هذه الثلاثة وأخذ أصولها، يعني لم يخرج عنها البتة، بل ثَمَّ ألفاظ كما سيأتي إن شاء الله تعالى كأنه أخذها من ((الطحاوية)) بعينها كما سيأتي. إذًا أخذ العمدة التي هي مناط التعلم في هذه البلاد وهي ((الأصول الثلاثة)) وما يتعلق بمعنى لا إله إلا الله الشهادتين، وكذلك ((الواسطية)) ومرتكزها على توحيد الأسماء والصفات، وكذلك ((الطحاوية)) فنظمها، فالذي يحفظ هذا النظم كأنه حفظ هذه الكتب الثلاثة ولكن نقول: الأولى بالطالب أن يقدم النثر في باب المعتقد على النظم، ولا بأس أن يجعل هذا النظم من محفوظاته من باب الاستئناس والتوكيد لأن العقيدة مبناها على الدليل، ومعلوم أن كتاب التوحيد دليل. قال الله، وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقل أن يخرج بذكر بعض الأقوال عن التابعين ونحوهم، وكذلك كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى رصين متين يعني: يحتاج إلى حفظه بحروفه، وثَمَّ كلمة لو بدلت أو غيرت قد يختلف عنه مذهب السلف ويقع في مذهب الخلف.
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 3