اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 28
انظر التعريفين قد أشارا إلى معنًى قد عكف عليه كثير من أرباب التعاريف عند المتأخرين وهو تخصيص الحمد بماذا؟ بالأفعال المتعدية، ولذلك المشهور عندهم فعل ينبئ وعن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا، إذًا على كبريائه وكونه مستويًا على عرشه، وكونه جبار السماوات والأرض، هذه ليست متعدية ليس لها أثار على الخلق، وإنما الرحمة والإحسان هي التي يكون لها أثار على الخلق، فيحمد بالثاني لا بالأول وهذا غلط، فالرب جل وعلا من صفات الكمال أنه متصفٌ بصفات قد لا يكون لها أثر على المخلوقات البتة، ومنها جبروته جل وعلا جبار السماوات والأرض قاهر كبريائه هذه لا يتمثل بها المخلوق، وكذلك كونه مستويًا نقول: هذه صفة كمال استوائه جل وعلا على عرشه استواءً يلق بجلاله هذه صفة كمال، هل يحمد عليها أو لا؟ نقول: نعم لأنها مما اتصف به الرب جل وعلا ولا يتصف إلا بكمال ومتعلق الحمد الثناء بالكمالات، فيحمد الرب جل وعلا عليها، لكن على القول الثاني بسبب كونه منعمًا هذا تقييد واحتراز نقول: الصواب أنه يعم وأل في الحمد للاستغراق، أي: أن أفراد المحامد كلها لله تعالى مستحقًا لها، ففي الحمد إثبات الكمالات، نقف على هذا، وبعد الصلاة نكمل بإذن الله.
وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 28