responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 27
ثنى المصنف الحمد بعد البسملة ويقال هنا ما قيل هناك، يعني: لماذا بدء بالحمدلة؟ اقتداءً بالكتاب وتأسيًا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبه ونحو ذلك، والحمد هو الثناء بالقول على المحمود، أن يثني على المحمود، وهذا عام، يعني: يشمل المخلوق ويشمل الخالق، فكلما أثنيت بلسانك بذكر محاسن المحمود حينئذٍ نقول: هذا يسمى حمدًا، لكن الثناء على المحمود فقط هذا يدخل فيه المدح، إذ كلٌ من الحمد والمدح ثناءٌ على المخلوق، لكن يشترط في الحمد من أجل أن يكون حمدًا أن يكون معه داعٍ قلبي وهو المحبة والإجلال، فإذا كان الثناء مع المحبة نقول: هذا يسمى حمدًا، إن كان الثناء بالقول على المحمود دون محبةٍ يسمى مدحًا، إذًا قد تمدح من لا تحب، وأما تحمد من لا تحب فلا يكون، لا تحمد إلا من تحبه لأنه لا تثني بلسانك وتذكر من صفات كرمه وجوده وما يمتاز به عن غيره سواء كان في شأن المخلوق أو الخالق إلا إذا كان القلب متعلقًا به حينئذٍ صار حمدًا، وأما المدح فهذا مجردٌ عن المحبة، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عبارةً من أجمع ما ذكر في تعريف الحمد قال رحمه الله تعالى: الحمد ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله. ذكر محاسن المحمود، يعني: الذكر هو الثناء باللسان، ومحاسن المحمود هنا في حق الباري جل وعلا يشمل الصفات بنوعيها، يعني: الصفات الذاتية، والصفات التي تكون متعدية خلافًا لما يقيده الكثير بأن الحمد خاصٌ بالصفات التي تكون متعدية، وأما الصفات الذاتية فلا يكون ذكرها من باب الحمد، هذا غلط وليس بصحيح، إذًا ذكر محاسن المحمود، محاسن جمع محسن، أي: ما يحسنه، وهذا يشمل الصفات الذاتية والصفات الفعلية التي تكون متعدية وتخصيص الحمد بأحد النوعين دون الآخر هذا تحكم، مع حبه وإجلاله وتعظيمه، إذًا مع داعٍ قلبي والمعية هنا المصاحبة لا بد من مصاحبة الذكر مع المحبة، فإن وجد أحدهما دون الآخر فلا يصدق عليه أنه حمدٌ، وقال ابن السعدي رحمه الله تعالى: تعريف الحمد هو: الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل.

اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست