responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 20
{أَئِمَّةً يَهْدُونَ} يعني: يدعون يبينون الطريق للناس، وهذه صادقةٌ، يعني: هذا الوصف صادقٌ على الله عز وجل، فالله هادٍ، يعني: يهدي دلالةً وكما أنه يهدي توفيقًا، حينئذٍ الوصف بالنوعين لله عز وجل ثابت، وكذلك الرسل نقول: هم هداة، لكن هداة ماذا؟ هداة دلالةٍ وتوفيق أو الأول فقط؟ هذه من المُسَلَّمَات هداية دلالةٍ وتوفيق أم الأول فقط؟ دلالة فقط، أما هداية التوفيق وهذه خاصة بالله عز وجل، لا يشركه فيها أحد لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، فهي خاصةٌ بالله عز وجل، انشراح الصدر لقبول الحق هذا لا يكون إلا بيد من بيده القلوب، أليس كذلك؟ هداية التوفيق ما معناها؟ انشراح الصدر والقبول للحق، وهذا لا يكون إلا لمن كان بيده القلوب وهو الله عز وجل، وأما الأنبياء والرسل وهم بشر لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا حينئذٍ هذه الهداية هداية الدلالة نقول: قدرٌ مشترك، يعني: يوصف بها الرب جل وعلا ويوصف بها الرسل والأنبياء والعلماء وطلاب العلم، وكل من دعا غيره من الناس فله حظٌ ونصيبٌ من هذه الهداية، وهي المراده بقوله تعالى: ... {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}. وهذا النوع من الهداية مشتركٌ بين الرب جل وعلا وأنبيائه ورسله والعلماء وسائر من اتبع سبيلهم، بخلاف هداية التوفيق فإنها خاصةٌ بالرب جل وعلا، ولا تطلب من سوى الله تعالى وهي المنفية بقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]. {إِنَّكَ لَا تَهْدِي}، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي} [الشورى: 52] أما جاء هذا في القرآن؟ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} وجاء {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] الخلاف هنا خلاف تضاد أو تنوع؟ تنوع، لأنه لا يمكن أن يكون القرآن فيه خلاف تضاد، تضاد يعني: نقيضان، وهذا لا يكون في القرآن، القرآن كله حق، ولازم الحق حق فما ثبت في موضع ونفي في موضع حينئذٍ لا بد أن نقول: بأن الجهة منفكة، يعني: الهداية نوعان {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - هدايته ووجدت هداية الدلالة دعاه إلى الإسلام، لكن هل بيده أن يشرح قلب عمه؟ الجواب: لا، ولذلك قال: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. الصراط المستقيم الإسلام وغيره الشريعة {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي}، يعني: لتدل الناس إلى طريق الحق، إذًا ثبت في موضع ونفي في موضع فنقول: الجهة منفكة ولا تعارض بين نصوص الوحيين. الهادي إلى سبيل يعني: إلى طريق، سبيل بمعنى طريق، إلى السبيل الطريق الذي فيه سهولةٌ، ويجمع على سُبُل كما هو معلوم، وسبيل هذا يذكر هو ويؤنث، ويستعمل السبيل لكل ما يتوصل به إلى شيءٍ خيرًا كان أو شرًا، سبيل الحق، وسبيل الباطل، ولذلك أضاف هنا قال: إلى سبيل الرشاد. الهادي إلى سبيل الرشاد، ولذا قيده المؤلف بقوله: الرشاد. احترازًا من سبيل غير الرشاد. قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ} [النحل: 125]، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف: 108].

اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست