اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 13
((لمعة الاعتقاد)) هذا مضاف ومضاف إليه، والإضافةُ هنا على معنى من، يعني: لمعة من الاعتقاد الصحيح، كقولهم: هذا ثوبٌ خَزٍّ. يعني: هذا ثوبٌ من خَزٍّ، وخاتم حديد، تقدير هذا خاتم من حديدٍ، وعلى مذهب جماهير النحاة لأن أكثر النحاة لا يرون أن الإضافة إلا على معنى اللام وما عداه فهو مرفوضٌ عندهم، فالجماهير على أن الإضافة لا تكون إلا على معنى اللام، ثم أقل منهم من يروا أن الإضافة تكون على معنى اللام وقد تأتي على معنى من على قلةٍ وأقل من ذلك، وَنُسِبَ إلى أنه من اختراع ابن مالك رحمه الله تعالى أنها قد تأتي على معنى فيه، وهذا ليس بصحيح أنه انفرد به ليس بصحيح، وهذا قد بينته فيما مضى ما شرحته من الألفية وغيرها، إذًا على مذهب جماهير النحاة أن الإضافة لا تكون إلا بمعنى اللام فالتقدير لُمعةٌ للاعتقاد، إذًا على الوجهين، والاعتقاد المضاف إليه افتعالٌ من العقد، وهو ربط الشيء، يقال: عقد الحبل شد بعضه ببعضٍ نقيض حله. وأرجو من الطلاب أن لا ينزعجوا من طريقتي في الشرح أنا أحب أن أقف مع كل لفظة لَفظة، وهذه هي الطريقة الصحيحة التي تأصل طالب العلم بأن ينظر طالب العلم إلى المتن ويقلب كل كلمةٍ منه بكلامٍ يستفيدٌ منه دون أن يُؤْتَى بالاعتراضات التي قد لا يكون لها وجه، وإنما ينظر فيها من جهة معنى اللغوي وما ينطوي تحتها من معنى شرعيٍّ صحيح، وخاصةً في باب المعتقد، لأن المختصرات ينطوي تحت كل كلمة قاعدة أو أصل من أصول أهل السنة والجماعة، وبعضها قد ينكر اللفظ ولا ينكر المخالف، وحينئذٍ بهذا اللفظ يكون فيه ردٌّ على المخالف فيلزم منه ذكر القول المخالف، لكن نحن لن نسير على هذه الطريقة، يعني: لن نذكر أقوال المخالفين في هذه العقيدة ولا في غيرها إن شاء الله تعالى كل ما صنف في معتقد أهل السنة والجماعة يجب شرحه على ما يوافق معتقد أهل السنة والجماعة، والعقيدة ليست بفقه، يعني: الفقه لا شك أنه قد يأتي الشارح فيقول: المسألة فيها .. المياه ثلاثة فيها قولان .. إلى آخره، ويذكر قَوْلَ ودَلِيلَ كُلِّ قول ويرجح .. إلى آخره، لا نجري بدروس العقيدة مجرى الفقه، فنقول: اليد ثابتة لله عز وجل وذهب الأشاعرة وذهب المعتزلة والجهمية، هذا ليس بسديد، وإن سلكه كثير من أهل العلم هذه نظرة خاصة به، فليس بسديد أن تُشْرَح كتب المعتقد وخاصةً لمن لم يؤصل في مذهب أهل السنة والجماعة ويعرض له كأنه خلاف فقهي، لا، ليس ثَمَّ توافق بين الطريقتين الفقه الخلاف فيه خلاف تنوع وقد يكون خلاف تضاد والمسألة كلها داخلةٌ في باب الاجتهاد، إذا اجتهد الحاكم فأصاب .. إلى آخر ما هو معلوم في محله، وأما هنا لا، هنا تقابل حق مع باطل، بدعة وسنة، حينئذٍ لا تذكر البدعة في مصاف السنة، وإنما يذكر القول الحق فقط، وأما النظر في أقوال أهل البدع فهذا يؤخذ من جهتين: أما أن يعاد الكتاب مرة أخرى فيكون تقرر عند طالب العلم معتقد أهل السنة والجماعة بأصوله وأدلته، لأنها تحتاج إلى تأمل، يعني: القواعد التي يذكرها أهل العلم في باب الأسماء والصفات ليست مفهومة بعضها [على] (1)
(1) سبق ..
اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 13