اسم الکتاب : تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب المؤلف : الوادعي، مقبل بن هادي الجزء : 1 صفحة : 386
هم الذين يصدق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكعب بن عجرة كما في حديث جابر وكعب بن عجرة: ((أعاذك الله من إمارة السّفهاء)) قال: وما إمارة السّفهاء؟ قال: ((أمراء يكونون بعدي، لا يقتدون بهديي ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم؛ فأولئك ليسوا منّي ولست منهم ولا يردوا عليّ حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم؛ فأولئك منّي وأنا منهم وسيردوا عليّ حوضي)).
إن علماء السنة يعتبرون رءوس الأمة، روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه؛ ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ النّاس رءوسًا جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا)).
إن العلماء هم الذين يضعون الأشياء مواضعها كما يقول ربنا عز وجل في شأن قارون: {فخرج على قومه في زينته قال الّذين يريدون الحياة الدّنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنّه لذو حظّ عظيم وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلاّ الصّابرون [1]}.
إنّهم الذين أثبت الله لهم العقول السليمة {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلاّ العالمون [2]}، {إنّ في ذلك لآيات للعالمين [3]} فهم الذين يعقلون آيات الله، {أفمن يعلم أنّ ما أنزل إليك من ربّك الحقّ كمن هو [1] سورة القصص، الآية: 79 - 80. [2] سورة العنكبوت، الآية: 43. [3] سورة الروم، الآية: 22.
اسم الکتاب : تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب المؤلف : الوادعي، مقبل بن هادي الجزء : 1 صفحة : 386