ثالثا: المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب [1] » ، أوضحه صلوات الله وسلامه عليه في آخر هذا الحديث بقوله: «الشهر هكذا وهكذا [2] » يعني: مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين رواه البخاري.
رابعا: علم الحساب ومعرفة مطالع النجوم ليس من الكهانة ولا يحرم تعاطيه، لكنه لا يجوز أن يؤخذ به في أمر شرعي، كالصيام والحج ونحو ذلك. وليس هو من تعلم علم النجوم المرسوم المنهي عنه الذي عرفه شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله بقوله: (التنجيم: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية) [3] ، والخطابي رحمه الله بقوله: (علم النجوم المنهي عنه: هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي ستقع في مستقبل الزمان، كأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وتغيير الأسعار وما في معناها من الأمور التي يزعمون أنها تدرك معرفتها بسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها. يدعون أن لها تأثيرا في السفليات، وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاط لعلم قد استأثر الله به لا يعلم الغيب سواه) [4] . [1] صحيح البخاري الصوم (1913) ، صحيح مسلم الصيام (1080) ، سنن النسائي الصيام (2140) ، سنن أبو داود الصوم (2319) ، مسند أحمد بن حنبل (2/43) ، موطأ مالك الصيام (634) . [2] أحمد (2 / 122) ، والبخاري (2 / 230) ، و [مسلم بشرح النووي] (7 / 192) وأبو داود (2 / 739) ، والنسائي (4 / 139، 140) . [3] ينظر] مجموع الفتاوى [ (35 / 171، 181) . [4] ] معالم السنن [المطبوع من] السنن [ (4 / 226) .