وقد صلى عليه الصحابة رضي الله عنهم صلاة الجنازة ووضعوه في لحده عليه الصلاة والسلام، ولا يكون ذلك وهو حي الحياة الدنيوية، وقد نزلت بهم أحداث ومشكلات ولم يستفتوه في أحداثهم ولا استشاروه في حل مشكلاتهم وهم في أشد الحاجة إلى ذلك، فدل على أن أجله قد انتهى، وأن الموت قد نزل به كغيره من البشر، وقد علم الصحابة رضي الله عنهم ذلك فأقاموا الخلفاء عنه تباعا واجتهدوا في شؤون دينهم ودنياهم على ضوء كتاب الله وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم دون رجوع إليه واستشارة له وهو في قبره، والأصل في الأموات أنهم لا يسمعون كلام الناس، لكن روى الإمام أحمد وأبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام [1] » . وبذلك تعلم أن الرجل الذي سألت عنه لا حرج عليه فيما ذهب إليه؛ عملا بهذا الحديث الشريف.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [1] سنن أبو داود المناسك (2041) ، مسند أحمد بن حنبل (2/527) .