اسم الکتاب : فتاوى ومسائل المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 51
ومعنى: (كفر دون كفر) [1] أنه ليس يخرج من الملة مع كبره.
والرؤيا أرجو أنها من البشرى، ولكن الرؤيا تسر المؤمن ولا تضره.
وقولك: إن الإيمان محله القلب، فالإيمان بإجماع [2] السلف محله القلب [3] والجوارح جميعاً، كما ذكر الله تعالى في سورة الأنفال وغيرها. وأما كون الذي في القلب والذي في الجوارح يزيد وينقص، فذاك شيء معلوم; والسلف يخافون على الإنسان، إذا كان ضعيف الإيمان، النفاق [4] أو سلب الإيمان كله.
وأما الشبهة التي وردت عليك: إذا كان الرجل مخالفًا دين الإسلام، ويصد عنه، ولكن فيه ورع عن بعض المحرمات، فأنت خابر أن الإنسان يكفر بكلمة واحدة، فكيف الصد عن سبيل الله؟ واذكر قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [5]. فإذا كانت الكراهية تحبط الورع الذي تذكر، فكيف الصد مع الكراهة؟ واليهود والنصارى فيهم أهل زهد أعظم من الورع. والله أعلم. [1] ما بين القوسين غير موجود في طبعة أبا بطين. [2] في طبعة الأسد: (أجمع) ، وكذا في طبعة أبا بطين. [3] في طبعة السلفية زيادة: (على أن) ، وكذا في طبعة أبا بطين. [4] في طبعة الأسد: من النفاق، وفي طبعة أبا بطين: بدون: من النفاق. [5] سورة محمد آية: 9.
اسم الکتاب : فتاوى ومسائل المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 51