responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول بلا أصول المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 35
وغلوٌّ وابتداع وانحراف [1] عن هديه -صلى اللَّه عليه وسلم- مما يأباه رسول الله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد نهى -صلى الله عليه وسلم- أمته عن إطرائه بالغلو في مدحه -صلى الله عليه وسلم-.
وقد غلا الناس في هذه القصيدة فزعموا أنها تُقرأ لتفريج الكربات، وتيسير العسير، وأن بعض أبياتها أمان من الفقر، وبعضها أمان من الطاعون [2].
بل اشترطوا لقراءتها الوضوء، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها، والعلم بمعانيها، إلى غير ذلك [3].
وتنافس أكثر من مائة شاعر في معارضتها، فضلًا عن المشطِّرين [4] والمخمِّسين والمربِّعين، وتجاوزت شروحها الخمسين شرحًا، فيها ما هو مُحلًّى بماء الذهب، وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن [5].
- إن من عادة الصوفية اختلاقَ القصص "الإرهابية"؛ لترهيب الناس من مخالفتهم أو الإنكار عليهم:
قال النبهاني: "قال المناوي: قال لي فقيه عصره شيخنا الرملي: إن بعض المنكرين رأى أن القيامة قد قامت، ونُصِبَتْ أوانٍ في غاية الكِبَر، وأُغْلِيَ فيها ماء يتطاير منه الشرر، وجيء بجماعةٍ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فصُلِقوا فيه حتى تَهَرَّى اللحم والعظم، فقال: ما هؤلاء؟ قال: "الذين ينكرون على ابن عربي وابن الفارض" [6].

[1] انظر أمثلة ذلك في "نقد البردة" للشيخ عبد البديع صقر، و"حقوق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على أمته" للدكتور محمد خليفة التميمي ص (671 - 681)، و"قوادح عقدية" ضمن "حقوق النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الإجلال والإخلال" - إصدار المنتدى الإسلامي ص (177 - 200)، و"الانحرافات العقدية والعلمية" للزهراني (1/ 359، 360).
(2) "المدائح النبوية" لزكي مبارك ص (197).
(3) "مقدمة ديوان البوصيري" ص (29، 30).
[4] التشطير: هو أخذ الشاعر بيتًا لغيره، فيجعله لصدره عَجُزًا، ولعجزه صدرًا، مراعيًا تناسب اللفظ والمعنى بين الأصل والفرع، وخَمَّس الشِّعر: جعل كل قطعة منه خمسة شطور.
(5) "قوادح عقدية في بردة البوصيري" ص (189).
(6) "جامع كرامات الأولياء" للنبهاني (2/ 218) ط. دار صادر - بيروت.
اسم الکتاب : أصول بلا أصول المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست