دَعوَى رُؤيَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَقَظَةً بَعدَ وَفَاتِهِ، وَالتَّلَقِّي عَنهُ مُبَاشَرَةً
"وكُلُّ مَن قَالَ إِنَّهُ رَأَى نَبِيًّا بِعَيْنِ رَأسِهِ، فَمَا رَأَى إِلا خَيَالًا" [1]. شيخ الإسلام ابن تيمية
من عبث الصوفية بمصادر التلقي، وعدوانهم على المرجعية الشرعية العليا، أنهم ادَّعَوْا أنه يمكن للخواصِّ أن يلقوا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حال اليقظة، وأن يَتَلَقَّوْا عنه أحكامًا شرعيَّةً ملزمة؛ مما فتح البابَ على مصراعيه للكذِبِ الفاحش على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وادِّعَاءِ إقراره وموافقته على كثير من الضلالات والبدع التي تَلَطَّخَ بها القوم.
لقد استدرج الشيطان الصوفية إلى الغلو المذموم في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وذلك عبر خطوات يُسلم بعضها إلى بعض، ومن هذه الخطوات:
1 - ما زعموه من خروج يده الشريفة -صلى اللَّه عليه وسلم- من قبره ليقبلها الشيخ أحمد الرفاعي (ت 570 هـ).
فقد ادَّعى أبو الهدى الصيادي الرفاعي [2] أن الشيخ أحمد الرفاعي لما حج، وقف تجاه الحجرة الشريفة، وأنشد:
في حالةِ البُعدِ روحي كنتُ أرسلُها ... تقبلُ الأرضَ عني وَهْيَ نائبتي
وهذه دولةُ الأشباحِ قد حَضَرَتْ ... فامدُدْ يمينَك كي تحظى بها شَفَتي
قال: "فخرجت إليه يده الشريفة من القبر، حتى قبَّلها، والناس ينظرون" [3].
(1) "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" ص (138). [2] في كتابه: "قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر" ص (67، 68). [3] ومن أدلة بطلان هذه الأكذوبة أن أصحاب كتب وتراجم الصوفية كالسبكي والشعراني وابن الملقن وابن خلكان والمناوي" لم يذكروا هذه الحادثة مع أنهم أقرب إلى عصر الرفاعي من الصيادي =