اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 153
الوجه السادس:
أن الله تعالى يقول في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [1] الآية [2] ويقول في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [3]، وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} [4] الآية، فمن أمر بكتم ما وصف الله به نفسه ووصفه به [5] رسوله فقد كتم ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه [6] للناس في الكتاب، وهذا مما ذم الله به علماء اليهود، وهو من صفات الزائغين [7] من المنتسبين إلى العلم من هذه الأمة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سئل عن علم يعلمه فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" [8]، وقد قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} [9].
الوجه السابع:
إن من أمر بكتمان ما بعث الله به رسوله من القرآن والحديث، كالآيات والأحاديث التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله، وأمر مع [1] سورة البقرة، الآية: 159. [2] في ط: زيادة "من بعد ما بيناه للناس في الكتاب". [3] سورة البقرة، الآية: 174. [4] سورة آل عمران، الآية: 187. [5] في الأصل: وصف به. ولا يستقيم المعنى بهذا. والمثبت من: س، ط. [6] في جميع النسخ: ما بيناه. ولعل الصواب ما أثبته. [7] في الأصل: الزائدين. وهو تحريف. والمثبت من: س، ط. [8] سبق تخريج هذا الحديث ص: 117. [9] سورة البقرة، الآية: 140.
اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 153