لا إله إلا الله، ويصلون ويصومون، فقد أشركوا بالله في المحبة بمحبة غيره وعبادة غيره، فاتخاذهم الأنداد يحبونهم كحب الله يبطل كل قول يقولونه وكل عمل يعملونه، لأن المشرك لا يتقبل منه عمل ولا يصح منه، وهؤلاء وإن قالوا (لا إله إلا الله) فقد تركوا كل قيد قيدت به هذه الكلمة العظيمة من:
1 - العلم بمدلولها لأن المشرك جاهل بمعناها، ومن جهله بمعناها جعل لله شريكاً في المحبة وغيرها، وهذا هو الجهل المنافي للعلم بما دلت عليه من الإخلاص.
2 - ولم يكن صادقاً في قولها، لأنه لم ينف ما نفته من الشرك، ولم يثبت ما أثبتته من الإخلاص.
3 - وترك اليقين أيضاً، لأنه لو عرف معناها وما دلت عليه لأنكره أو شك فيه ولم يقبله وهو الحق.
4 - ولم يكفر بما يعبد من دون الله كما في الحديث - يعني: حديث: {من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم الله ماله ودمه}. رواه مسلم -بل آمن بما يعبد من دون الله باتخاذه الند ومحبته له وعبادته إياه من دون الله ... " [1]، والترقيم مضاف، أما بقية شروط الشهادة فهي المحبة والانقياد والقبول، وبناء على ما سبق يتضح أن تلك الشبهة -شبهة التلفظ بالشهادة وإقامة بعض الشعائر- لا وزن لها ولا اعتبار بجانب البراهين القاطعة والحقائق النيرة في معنى لا إله إلا الله.
وجدير بنا أن نقف قليلاً عند قول شَيْخ الإِسْلامِ أن الردة عن شرائع الدين أعظم من خروج الخارج الأصلي عنها لنقول: [1] فتح المجيد: (82 - 83)، والترقيم مضاف أما بقية شروط الشهادة فهي المحبة والانقياد والقبول.