responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 652
الشاك في حقيقة ذلك أن يأخذ نسخة مطبوعة من القرآن الكريم من ماليزيا مثلاً، وأخرى من مصر وثالثة من أمريكا، ثم يقارن بينها وبعد أن يتضح له أنها متطابقة تماماً -وهو ما لا بد منه- فليقارن إحداها بأية نسخة مخطوطة منه، سواءً في إحدى مكتبات الهند أو في أحد متاحف أوروبا ليجد الحقيقة عينها تتكرر لديه [1].
وقديماً يذكر الإمام البيهقي -رحمه الله- قصة واقعية مروية عن القاضي يحيى بن أكثم قال: ((دخل يهودي على المأمون فتكلم فأحسن الكلام، فدعاه المأمون إلى الإسلام فأبى، فلما كان بعد سنة جاءنا مسلماً فتكلم فأحسن الكلام، فقال له المأمون: ما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن الأديان، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ فيها نقص وزيادة وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها فعلمت أن هذا كتاب محفوظ فكان هذا سبب إسلامي)).
قال يحيى بن أكثم: فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عينية فذكرت له الحديث، فقال مصداق هذا في كتاب الله تعالى، قلت في أي موضع؟ قال: قال الله تعالى في التوراة والإنجيل: ((بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ)) [المائدة:44] فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) [الحجر:9] فحفظه فلم يضع [2].

[1] لا يحتج أحد بالطبعات التي يصدرها أحياناً هيئات معادية للإسلام، فهي تفتضح بمجرد صدورها.
[2] الخصائص الكبرى: (3/ 128).
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 652
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست