(كانت الوزارة الزيورية تضطهد الصحافة الوفدية وتغلق جرائدها واحدة بعد الأخرى، ولا تسمح لوفدي بأية رخصة جديدة، وعلى حين فجأة غابت الآنسة منيرة ثابت أياماً عن بيت الأمة، ثم عادت تحمل رخصتين لصحيفتين جديدتين باسم: الأمل ولسبوار أولاهما عربية سياسية أسبوعية، والثانية فرنسية سياسية يومية، وقدمتهما للرئيس (سعد) لتكون رهن تصرفه، أما كيف حصلت على الرخصتين فلا أعرف عنه وإلى اليوم شيئاً) [1].
ثم تطور الأمر إلى تشكيل أحزاب نسائية، أهمها الحزب النسائي (1945) وحزب بنت النيل (1949)، وقد نشرت الصحف المصرية نفسها فضائح عن هذه الأحزاب، تثبت أنها كانت تتلقى الأموال من السفارات الغربية لا سيما الأميركية والإنجليزية (2)
وكان من ثمرة الحركة النسائية ولادة الصحافة النسائية، فقد صدرت مجلة فتاة الشرق قبل الحرب العظمى الأولى، ومما تجدر الإشارة إليه أن كل عدد من أعدادها يحوي نماذج وصوراً لأزياء الشهر، [3] التي ظهرت في أوروبا، الأمر الذي مهد لوقوع المرأة المسلمة في شباك مصيدة الأزياء اليهودية، كما وقعت المرأة النصرانية في الغرب.
وأسهمت المجلات غير النسائية بنصيبها في الحركة فكانت (الهلال) ومثلها (المقتطف) و (العصور) تنشر إلى جانب المناقشات الفكرية للموضوع صور المتبرجات من شرقيات وغربيات، وتحيطها بهالة من التعظيم وتغري القارئات بمحاكاتهن.
وفي المجال التعليمي حرص لطفي السيد وطه حسين وأتباعهما [1] سعد زغلول (212).
(2) انظر الحركات النسائية وصلتها بالاستعمار، محمد عطية خميس: (89). [3] انظر المجلد الأول من المجلة المذكورة سنة (1913)، مركز البحث العلمي.