يتساوى في كل شيء مع الجنس الخشن؟، أتريدون أن تقدم المرأة للوطن كل شيء ولا يقدم الوطن لها شيئاً؟!
ولكن الحق لم يلبث أن انكشف، وإذا بالحركة النسائية في حقيقتها حركة عميلة مريبة، ترتبط خارجياً بالدوائر الاستعمارية وداخلياً بالزعماء المصطنعين.
أما ارتباطها بالاستعمار - والجمعيات التبشيرية خاصة - فيؤيده خطاب هدى شعراوي الذي ألقته في مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي بروما، وهذه مقدمته:
إنه ليسرني حقيقة أن أرى نفسي بينكن في هذه الجمعية المحترمة التي أمكن للمرأة المصرية أن تجيء لتناقش في حقوقها لأول مرة في التاريخ، وإنه لمما يدعوني إلى الاغتباط والفخر اختيارى لإظهار تلك الرابطة بين بنات النيل وأخواتهن في أوروبا [1].
وتختتم خطابها قائلة:
(والآن قبل أن أعود أرجو أن تسمحن لي أيتها السيدات على طلبكن بإلحاح إبداء الرغبة في إشراك المرأة المصرية في واجب الاتحاد الجليل، ولنا عظيم الرجاء في أن نصل بفضل نصائحكن الغالية التي نعتبرها السبيل الهادي، والنسج على منوالكن الذي نجد فيه خير كفيل إلى تحقيق آمالنا ورغائبنا، ونضع تحت تصرفكن أنفسنا في خدمة مبادئكن ونشر آرائكن) [2].
أما صلتها بالزعماء المصطنعين، فيؤكدها بصفة قاطعة سكرتير سعد زغلول -زعيم حزب الوفد- في كتابه عن حياته، فقد ذكر أن [1] المرأة وآراء الفلاسفة: (142). [2] المصدر السابق: (144).