أما الألى لم يزالوا في مداركهم أدنى إلى أصلهم منهم فقد جحدوا (1)
وعن الأثير يقول:
ما لأجل الإنسان يشتغل الكون وتأتي بعد الدهور الدهور
كل شيء فإنه في تلاش بتوالي الأزمان إلا الأثير (2)
ويقول:
إنما هذه الحياة شرار من زفير الأثير ثار شعاعاً
وأشد منه قوله:
ولعل الأثير في كل أرض وسماء كالله في التأثير
ولعل الذاتين واحدة في الأ صل والخلف جاء في التعبير (3)
وهذا وقد كان من نتيجة شيوع هذه الأفكار في الفكر والشعر والصحافة التمهيد لانتشار الأفكار المادية لا سيما الشيوعية، وتغذيتها بروح الشك العام في كل شيء تقريباً، حتى أصبح الشباب المثقف في العالم الإسلامي فريسة الشكوك القاتلة والوساوس الشيطانية، وانتظم كثير منهم في صفوف المنظمات اليسارية، وغيرها من الأحزاب اللادينية. لا سيما بعد الحرب العالمية الثانية حيث أصبحت الاشتراكية "موضة العصر" كما يقولون!
ومثل المذاهب الفكرية كانت المذاهب الأدبية!
فالرومانسية وجدت صدى لها في الشرق، كما في روايات جرجي زيدان التي شوه بها التاريخ الإسلامي ليحاكي الرومانسيين الإنجليز،
(1) المصدر السابق: (444).
(2) المصدر السابق: (50).
(3) ديوان الزهاوي: (472، 275).