صحيح أن انتشار العلمانية سوف يؤثر على النصرانية -أيضاً- مهما بذلت الاحتياطات، ولكن ما دامت تقضي على الإسلام فلا بأس على حد قول الشاعر:
اقتلوني ومالكاً واقتلوا مالكاً معي
وجهود نصارى الشرق في هذا المضمار كثيرة لا يتسع المجال لتفصيلها، ولكن يمكن تقسيمها قسمين:
1 - الأعمال السياسية:
وقد كانوا على صلة وثيقة بالجمعيات الهدامة في الغرب وشبكات الجاسوسية العالمية. ولذلك كونوا الجمعيات السرية التي تناهض الخلافة الإسلامية، وتدعو إلى حكومة لادينية وطنية أو قومية، من هذه الجمعيات: جمعية بيروت فارس نمر، وجامعة الوطن العربي (نجيب عازوري) والجمعية القحطانية، وجمعية العربية الفتاة، ثم الحزب القومي السوري (أنطوان سعادة) -وأخيراً- حزب البعث (ميشيل عفلق) [1].
2 - الأعمال الفكرية:
كان هؤلاء أول من نشر الثقافة والفكر الغربيين مستخدمين الوسائل الحديثة لا سيما الصحافة، فأصدروا صحفاً كثيرة منها: الجنان والمقتطف والهلال، وكان محرورها أمثال نصيف اليازجي ويعقوب صروف وجرجي زيدان يمثلون طلائع اللادينية في الشرق الإسلامي.
واتجه قسم منهم إلى التراث والتأليف الموسوعى اتجاهاً يشابه طريقة المستشرقين، فألفوا المعاجم اللغوية والقواميس للترجمة وبعض [1] تراجع الرسالة المقدمة من الزميل صالح العبود بعنوان: "القومية العربية في ضوء الإسلام" بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.