وقد فطن بعض الباحثين إلى أن السبب في تدهور أخلاق وصحة الجيل الحاضر لا سيما الصحة العقلية ليس هو تعاطي المخدرات والمسكرات، فهذه أعراض للمشكلة الحقيقية، وهي فقدان رعاية الأم وما تمنحه من التوازن النفسي، فقد نشرت الدكتورة: ايدا إيلين بحثاً بينت فيه أن سبب الأزمات العائلية وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة، فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق، وتنادي الخبيرة الأمريكية بضرورة عودة الأمهات فوراً إلى البيت، حتى تعود للأخلاق حرمتها، وللأبناء والأولاد الرعاية التي حرمتهم منها رغبة الأم في أن ترفع مستواهم الاقتصادي، وقالت الدكتورة إيلين: إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريق الوحيد لإنقاذ الجيل من التدهور الذي يسير فيه [1].
نبذة عن المجتمع الشيوعي:
كان ما سبق لمحة عن البهيمية الهابطة والمعيشة الضنك والحياة النكدة التي يصلى سعيرها المجتمع الغربي المعاصر، وهي سحابة مظلمة تغطي سماء أوروبا كلها، وترسل صواعقها وشواظها على كل ركن من أركانها، ولكن الرفاق في موسكو يزعمون أن ذلك الوجه الكالح خاص بالمجتمعات البورجوازية، وأن شرور الغرب الاجتماعية مردها إلى طبعتة الطبقية ونظامه الرأسمالي، لذلك فهم يزعمون أن المجتمع العمالي البروليتاري مجتمع سليم متكافئ ذو أخلاق من النوع الذي تحدث عنه إنجلز سلفاً.
ولعل فيما أوردنا سابقاً عن الوضع السياسي والاقتصادي داخل الستار الحديدي غني في الرد على هذه المزاعم، فمجتمع ركيزته الحقد [1] المرأة بين الفقه والقانون: (253).