الصغيرة التي تنشأ مع جراء من نفس عمرها في حظيرة واحدة لا تنمو نمواً مكتملاً كالكلاب الحرة التي تستطيع أن تمضي في أثر والديها، والحال كذلك بالنسبة للأطفال الذين يعيشون وسط جمهور من الأطفال الآخرين، وأولئك الذين يعيشون بصحبة راشدين أو أذكياء. لأن الطفل يشكل نشاطه الفسيولوجي والعقلي والعاطفي طبقا للقوالب الموجودة في محيطه، إذ أنه لا يتعلم إلا قليلاً من الأطفال الذين هم في مثل سنه، وحينما يكون وحده فقط في المدرسة فإنه يظل غير مكتمل، ولكي يبلغ الفرد قوته الكامنة، فإنه يحتاج إلى عزلة نفسية واهتمام جماعة اجتماعية محددة تتكون من الأسرة" [1].
2 - جنوح الأحداث: وهو نتيجة طبيعية لفساد التربية وفقدان الأسرة، ولنأخذ مثلاً لذلك الإحصائيات التي أوردها رئيس شرف الرابطة الدولية لقضاة الأحداث: بلغ عدد الأحداث المحكومين في فرنسا سنة (1939م): (12165) وبلغ سنة (1968م): (44016) حسب جدول إحصائي ... وقد صار هذا التزايد في عدد الأحداث المنحرفين منذراً بأوخم العواقب، إذ بلغت أرقامه ضعفيها تقريباً في مدى ثماني سنوات. سنة (1960 - 26894).
ونسجل للمناسبة أن الارتفاع التي كانت سنة (1959=15.2) بالألف لفئة الصبيان المنحرفين (16 - 17) سنة بلغت (25.78) بالألف سنة (1965م) وفي الولايات المتحدة نجد أن نسبة ازدياد حالات الانحراف بين الأحداث الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة قد بلغت (17%)، بينما لم يزد عدد السكان في الأحداث الذين تقل أعمارهم عن (18) سنة إلا (3%). [1] الإنسان ذلك المجهول: (305).