ولن يضيع عنصر الخيال الذي يسعى إلى توفيره الفتيان والفتيات في علاقاتهم نتيجة ما بينهم من تعارف وثيق، بل على العكس فإنه يحصنهم من الفتنة بحيث يكونون أقدر على التمييز في اختيار الشريك الذي يبحث عنه كل منهم.
وقد يكون هذا السلوك نوعاً من التكييف المنحط من وجهة النظر الأخلاقية الخالصة، ولكن الشباب يستطيعون بل ويفهمون هذا النوع من أنواع السلوك الذي لا يتفق حقيقة مع مصالحهم [1].
وظل هذا السعار يزداد، وظلت تلك الدعوات المحمومة تطغى على كل وسائل الثقافة والإعلام، وتهيمن على أعراف وتقاليد المجتمع حتى وصل انهيار الأخلاق والاستهانة بالفضيلة إلى حد أن أصبح الأمريكيون يعتقدون أن بقاء البنت عذراء قد يسبب الإصابة بمرض السرطان، لذلك يتخلصون من العذرية بسرعة، وأصبحت آخر صرعات الشذوذ الجنسي ممارسة الجنس مع أطفال دون سن الثالثة يتم اختطافهم من المكسيك ويباعون في الأسواق كالرقيق أو الدجاج، [2] وأصبح طلبة المدارس الابتدائية يشاهدون عروضاً سينمائية جنسية ضمن الأنشطة الدراسية اليومية، ويحملون المخدرات الشديدة التأثير في حقائبهم الدراسية، وأضحت الخيانة الزوجية الفاحشة تقليداً شائعاً لا يستطيع أحد إنكاره، بينما يمارس البنات البغاء والعلاقات المحرمة تحت سمع وبصر الوالدين والمجتمع كأي وسيلة ترفيهية.
وهاهو الواقع المحسوس في الغرب يشهد أن التدني الأخلاقي، [1] دجلاس توم: (188 - 190). [2] مجلة الدعوة المصرية: (26/ 1398هـ).